سخط في دول الاتحاد الأوروبي بسبب تجسس الولايات المتحدة عليها يبلغ مستوى يلامس “درجة العداء”

إدوارد سنودن الذي فجر فضيحة التنصت الاستخباراتي
إدوارد سنودن الذي كشف على أكبر عمليات التجسس التي تمارسها الولايات المتحدة وبريطانيا على العالم

 

تعرب مختلف الدول الأوروبية عن غضبها الشديد بعد علمها بتجسس الولايات المتحدة وبريطانيا عليها بشكل يتجاوز الحرب الباردة التي كانت في العقود الماضية بين المعسكر الشرقي والغربي، وذلك بعدما ظهرت معطيات جديدة فجرها عميل المخابرات الأمريكية السابق إدوارد سنودن الهارب في مطار موسكو.

وكشفت المجلة الألمانية دير شبيغل في عددها الأخير أن مستوى تجسس الولايات المتحدة على دول الاتحاد الأوروبي ومنها المانيا قد فاق كل الخيال، إذ تراقب الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية والبريطانية 500 مليون مكالمة وبريد إلكتروني شهريا صادرة عن مواطنين ومؤسسات المانية أو يستقبلونها، ثم رقم مماثل بالنسبة لفرنسا، وأرقام اقل بالنسبة لباقي الدول الأوروبية.

وعنونت الكثير من الصحف الأوروبية ومنها الباييسالإسبانية اليوم الاثنين الخبر بعناوين قاسية منها “الولايات المتحدة تثير نقمة الاتحاد الأوروبي بسب بتجسس يماثل الأعداء”. وتساءلت الصحف عن سرهذا التجسس الخطير الذي تنفذه الولايات المتحدة ضد أنظمة ديمقراطية تعتبر حليفة.

ولم تتأخر الحكومات الأوروبية في الرد، إذ طالبت باريس وبرلين والمفوضية الأوروبية من واشنطن ولندن تقديم تفسيرات لعملية التجسس هذه التي تتعرض لها دول أوروبية.

وكان إدوارد سنودن عميل المخابرات الأمريكية وموظف سابق في وكالة الأمن القومي قد كشف معطيات خطيرة حول برنامجين الأول وهو بريسما تتجسس به الولايات المتحدة على معطيات الأمريكيين ومواطني العالم من خلال الحصول على معلومات من كبريات الشركات مثل ياهو وآبل وغوغل والفايسبوك ضمن أخرى والثاني وهو تيمبرا ويتجلى في تجسس بريطانيا والولايات المتحدة على معظم مكالمات العالم.

وكانت الولايات المتحدة تؤكد أن الهدف من التجسس هو مكافحة الإرهاب، لكن الآن تبين أن التجسس يمس كل القطاعات وكل مواطني العالم، الأمر الذي يجعلها في موقف حرج للغاية أمام الرأي العام العالمي وخاصة حلفاءها في الاتحاد الأوروبي.

ويوجد إدوارد سنودن في المنطقة الدولية لمطار موسكو في انتظار حصوله على اللجوء السياسي في فنزويلا والإكوادور، بينما تلاحقه أجهزة الاستخبارات الأمريكية وقضاء هذا البلد الذي يريد محاكمته بتهمة الخيانة.

ومن شأن هذه المعطيات الجديدة التي تسربت الى الصحافة أن تعمق الاختلاف وتزيد من سوء الفهم بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية باستثناء بريطانيا المتورطة في التجسس.

Sign In

Reset Your Password