سجون المغرب تعري بإلإعلام الإسباني عن جحيمها ومحللون يرونها تجسد نظرة الدولة المغربية لحقوق الإنسان وكرامته

السجناء الإسبان بالمغرب يسردون مشاهد جحيم السجون المغربية في الإعلام الإسباني

مازال ملف مغتصب الأطفال المغاربة الذي تمتع بالعفو الملكي يحظى باهمية في أجندة التداول الإعلامي والسياسي في إسبانيا ويستاثر باهتمام الرأ ي العام المحلي في هذا البلد الاروبي.  وعلى الرغم من أن دانييل اعتقل في إسبانيا وسيحاكم ويسجن إلا أن تفاعلات الموضوع وتداعياته المتناسلة بسبب فداحة الملف، وكذلك المعطيات الجديدة التي تظهر بين الفينة والأخرى ستجعل هذا الملف يمضي لوقت طويل يشغل الساسة والإعلاميين في الجار الشمالي للمغرب. واللافت في الامر أنه مع استمرار بروز ملف دانييل تتراكم صور مفارقة عن المغرب تكشف “سواءته الاجتماعية والسياسية والحقوقية “، وهذا ما بدا جليا مع الاحادث الإعلامية والسياسية  الإسبانية التي تناولت  واقع السجون بالمغرب  وذلك من خلال  مختلف  مسرودات  السجناء الإسبان اللذين عادوا إلى بلادهم إثر تمتعهم  بالعفو الملكي أو الذين مازلوا قابعين بالسجون المغربية ، ووُصفت تلك السجون “بالجحيم  وباللاإنسانية” وبكونها في نهاية  المطاف ” تعكس  رؤية الدولة المغربية ومؤسساتها لحقوق الإنسان وكرامة الأشخاص”. وهو ما ينعكس  سلبا  على  صورة  بلد يقولون  عنه إنه  “مازال مترددا  في  قرار الدخول بشكل نهائي في مسار الإصلاحات السياسية والحقوقية  والاجتماعية “.

سجون المغرب مقبرة للأحياء

اعطىت تفاعلات ملف دانييل مغتصب الأطفال المغاربة الذي تمتع بعفو ملكي ثم سحب منه وهو معتقل حاليا في إسبانيا حيث ينتظره سجن أرحم من سجن المغرب و عقاب اخف من 30سنة التي كان مفروضا ان يقضيها بالمغرب عقابا على جرائمه الوحشية، أعطت حيزا كبيرا لظاهرة السجناء الإسبان بالمغرب الذي استبدت قضيتهم بأجندة الإعلام الإسباني وسياسييه وخاصة  المعارضة.

واهتمت وسائل الإعلام السمعية والمرئية الإسبانية على نحو خاص بالسجين الإسباني  انطونيو غارسيا فيدرييل الذي كان طلب الملك خوان كارلوس من ملك المغرب العفو عنه ونقله إلى إسبانيا، فجرى تسريح ابنه بدلا عنه في واحدة من الأخطاء التي ارتبطت بقضية السجناء التي طلب العاهل الإسباني أثناء زيارته الاخيرة إلى المغرب العفو عنهم و نقلهم لقضاء ما تبقى من عقوباتهم بإسبانيا.

في احاديثه الهاتفية المتكررة مع وسائل إعلام إسبانية واسعة الانتشار مثل إذاعة كادينا سير وكذلك اوندا سيرو، كان يحكي السجين الإسباني أنطونيو غارسيا عن حكايته، كيف أبلغ انه مشمول بالعفو ثم ليجد نفسه مستمرا في السجن بينما تمتع ابنه المحكوم بعشر سنوت بالخلاص بدلا عنه. ويتقاطع سرده لواقعته مع سرد واقع السجن بالمغرب ويقول في إحدى مكالماته الهاتفية  لكادينا سير:” إن السجن في المغرب لا يُحتمل، ثمة تكدس كبير، الغرفة تفيض على نحو رهيب  بالسجناء، متر واحد  هو حيز كل سجين” ثم يمضي واصفا محبسه بالمغرب ” إنه قد تجد نفسك مع عتاة المجرمين” ثم يزيد قائلا:” في الغرفة نفسها كان هناك من قتل امه واختيه”. ويؤكد دانييل في ذات الحديث انه ” لا يدري هل سيتمكن من البقاء حيا حتى قضاء محكوميته، وهو المصاب بمرض القلب، في هذه “الشروط الصعبة للغاية واللاإنسانية ” بسجبنه بالمغرب.

وفي الوقت نفسه تحول حديث  السجناء الإسبان الذين تمتعوا بالعفو الملكي عن السجون المغربية إلى المادة الرئيسة في مختلف وسائل الإعلام الإسبانية خلال هذا الاسبوع، ورسموا من خلال مسروداتهم عن تلك السجون المغربية ” وجها قبيحا “من وجوه العالم السفلي وغير المرئية  بالمغرب “. وتعنون قناة الرابعة الإسبانية تقريرا لها عن السجناء الإسبان الذين شملهم العفو الملكي  بقولها:” السجناء الإسبان الذي شملهم العفو من الملك كان يعيشون في سجون لا إنسانية”، وتمضي بدروها صحيفة ” تي انتيريسا” في الوتيرة ذاتها من الوصف  ل”ماساة السجون المغربية”، فتعنون  تقريرا تناول حديث السجناء الإسبان الذين تمتعوا  بالعفو الملكي قائلة: ” الفئران، والاكتظاظ، وسوء التغذية، جحيم السجون في المغرب”. وتنقل عن احد السجناء قوله:” إننا في غرفة بالسجن بالمغرب مساحتها 12 مترا مربعا كنا ننام ازيد من 30شخصا مكتظين من دون أسرة ولا ملاحف، وكانت توجد بها فئران وحشرات مختلفة والاطباق تغسل بالمراحيض”.

 

6000 سجين مغربي بإسبانيا هكذا يقضون عقوبتهم، ويرفضون الانتقال إلى المغرب لقضاء باقي العقوبة.

وإمعانا في كشف الوقع المزري للسجون المغربية، مضت وسائل الإعلام الإسبانية التي تضامنت مع  السجناء الإسبان- ماعادا غالفان مغتصب الاطفال المغاربة” بسبب الظروف المزرية للسجن، في  الكشف عن معطيات تجسد ” هذا العالم السفلي المغربي/ السجون” الذي وصفه احد السجناء  الإسبان “باكثر من الجحيم”. وفي هذا السياق تذكر صحيفة إلكونفيدنسيال الإسبانية، أنه يوجد حوالي 6000 سجين مغربي بإسبانيا، وتستقبل السجون الكتلانية النسبة الاكبر حيث يبلغ عددهم في تلك السجون حوالي 1284.  وتمضي صحيفة إلكونفدسيال  في سعي مقارن لإظهار الواقع المفارق بين السجون المغربية و الإسبانية، وبالتالي الاحتجاج بشكل ضمني على واقع  السجناء الإسبان بالمغرب قائلة:” إن الموظفين وإداريي السجون  بإسبانيا  يؤكدون انهم خلال سنواتهم الطويلة من العمل في هذا القطاع لم يصادفوا يوما أي حالة يتقدم فيها سجين مغربي بتقديم طلب للانتقال إلى المغرب لقضاء باقي عقوبته”

وتمضي الصحيفة مؤكدة نقلا عن مصدر من ادارة السجون بإسبانيا “إن السجناء ا لمغاربة بإسبانيا يرغبون في البقاء بأي ثمن و يرفضون الانتقال لقضاء عقوبتهم بالسجون المغربية”، وتضيف الكونفدينسيال قائلة :” إنهم يرفضون حتى الاتصال بأي مؤسسة مغربية خوفا  من ان يرسلوهم إلى سجن بالمغرب”.

محللون سياسيون:  واقع السجون بالمغرب يعكس رؤية الدولة و أجهزتها لحقوق الإنسان وكرامته

على مدى زمن التداول المكثف بإسبانيا لواقع السجون المغربية من وسائل الإعلام المختلفة ومن قبل الساسة والهيئات التمثيلية والمدنية الإسبانية، على خلفية ملف” دانييل غالفان، وأيضا على هامش الاخطاء في تمتيع سجناء بالعفو لم يكونوا اولئك الذين  كان يطلبهم العاهل الإسباني خلال زيارته الأخيرة للمغرب، و كذاك أحاديث من عادوا بعدما شملهم العفو برزت صورة حقوقية قاتمة للمغرب بسبب واقع تلك السجون المغربية المزرية. وربطت المعالجات الإعلامية المختلفة بشكل اوتماتيكي بين واقع السجون المغربية ورؤية الدولة المغربية ومؤسساتها  لحقوق الإنسان.

يقول إعلامي بارز بإذاعة اوندا سيرو، على خلفية حوار مع احد السجناء الذي عاد إلى إسبانيا يحكي فيها عن ظروفه بمحبسه بالمغرب، قال مقدما لحديثه مع السجين :” إن السجناء يعانون بشكل رهيب من السجون المغربية،  ونحن نعرف جيدا وضع الحقوق في هذا البلد”.

وتعلق  صحيفة ” تي انتريسا ” على ذات الموضوع قائلة:” إن منظمة العفو الدولية قد نددت في مناسبات عدة بواقع السجون المغربية”.

وتكتب أيضا  “إل كونفدينسيال  ديجيتال”  الإسبانية في عنوان لفيديو يتحدث عن الواقع الحقوقي للسجون المغربية :”  السجون المغربية: جحيم من التعذيب والإساءة إلى السجناء”.

 ويعلق  محلل سياسي إسباني في البرنامج الإذاعي ذاته صباح الخميس المنصرم اثناء تناول التجربة السجنية للسجناء الإسبان الذين عادو إلى المغرب، رابطا بين واقع السجون وواقع حقوق الإنسان بالمغرب، قائلا “إن الواقع المرير للسجون بالمغرب يعكس تصور الدولة  المغربية ومؤسساتها لحقوق الإنسان وكرامة الأشخاص”.

وارفقت  عدد من الصحف الإسابنية معالجاتها تلك بصور تظهر “واقع الاكتظاظ المزري” باعتباره احد مشاهد الجحيم بالسجون المغربية، بل احدث سجناء  إسبان سابقون موقعا إلكترونيا  ” بلوغ” باسم ” كرسليس مرويكوس” يتضمن مواد صوتية ومكتوبة عن تجربة السجناء الإسبان  الصعبة بالسجون المغربية”.

مصادر الرأي والمواقف  وسائل الإعلام  الإسبانية الاتية :  إذاعة كادينا سير، إذاعة اوندا سيرو،  القناة الرابعة الإسبانية، صحيفة الإلكونفيدنسيال، صحيفة “ألكونفيدنسيال ديخيتال” الصحيفة الرقمية ” تي انتيريسا”، بلوغ ” كارسيليس موريكوس.

 

 

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password