سيحل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ضمن جولته في العالم العربي بكل من المغرب والجزائر خلال الأيام المقبلة. وسيعمل على تحقيق توازن في هذه الزيارة تفاديا لإغضاب أي من البلدين، وإن كانت زيارته لن تساهم في تقارب بين البلدين نتيجة الأزمة البدلوماسية التي تمر منها العلاقات الثنائية بينهما.
وبدأ جون كيري زيارة الى العالم العربي تشمل دول في الشرق الأوسط مثل العربية السعودية ومصر وسيحل ابتداء من الأحد المقبل بالجزائر ثم الاثنين في المغرب. ومن خلال أجندة لقاءاته في البلدين الأخيرين، يلاحظ الرغبة في الحفاظ على توازن من خلال عقد ما يسمى الحوار الاستراتيجي مع المغرب ومع الجزائر كل واحد على حدة، وهو الحوار الذي دشنته واشنطن السنة الماضية.
وعمليا، لا تعتبر زيارة كيري الى البلدين بالاستراتيجية بسبب تراجع أهمية المغرب العربي في أجندة الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة وقد تكون بروتوكولية. وكان قد حصل اهتمام أمريكي بالمغرب العربي خلال منتصف التسعينات، حيث رغبت واشنطن في تعزيز نفوذها في هذه المنطقة عبر اقتراح مشروع وحدة بين دول المغرب العربي وتبادل حر مع الولايات المتحدة، لكن المشروع لم ينجح بسبب الاختلافات السياسية على خلفية الصحراء.
في الوقت ذاته لن تساهم الزيارة في انفراج في العلاقات بين البلدين لأن التجربة أبانت أن الأطراف الدولية عجزت تاريخيا عن تحقيق تقارب بين المغرب والجزائر بسبب نزاع الصحراء.
ويبقى هدف الجزائر من هذه الزيارة أن تحصل على صفة مخاطب رئيسي في القضايا الدولية المتعلقة بإفريقيا بما فيها نزاع الصحراء المغربية. ويهدف المغرب الى مرونة لجون كيري في ملف الصحراء لاسيما وأنه يعتبر من مؤيدي البوليساريو وأن لا تكرر واشنطن مقترح تكليف قوات المينورسو مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء.