عن سن تناهز 94 سنة، رحل المغني الأمريكي بتي سيجر مبدع الفولك أول مس الاثنين الذي يعتبر من رواد الأغنية الملتزمة عالميا وأحد رموز اليسار الأمريكي خلال العقود الأخيرة الذي تزعم مناهضة الحروب من كوريا في الخمسينات الى حرب العراق خلال السنوات الأخيرة وكان من دعاة حقوق الإنسان.
وغالبا ما تقتصر معرفة هواة الموسيقى الأمريكية على نجوم من طينة إلفيس بريسلي ومايكل جاكسن أو فرانك سيناترا، وإذا تعدتها الى الأغنية الملتزمة يحضر بوب دايلان والمغنية جون بايز، لكن بيتي سيجر يعتبر وفق النقاد ركيزة من ركائزة الثقافة والفن في الولايات المتحدة وملهم أجيال من المغنيين الملتزمين.
وولد بيتي سيجر في نيويورك سنة 1919، وبدأ مسيرته الفنية بغناء الفولك في الأربعينات وتأثر بالمغني وودي غوتري (1912-1967) الذي يعتبر أول المغنيين البيض في الولايات المتحدة الذي بدأ بممارسة االغناء الملتزم المدافع عن حقوق الإنسان.
وتعرض سيجر للسجن سنة 1951 بسبب أغانيه المناهضة للحرب والمدافعة عن حقوق الإنسان في الولايات المتحدة، حيث جرت إدانته بسنة كاملة والمنع من الظهور في وسائل الاعلام.
وجعل من إيقاعات الفولك الأمريكي وسيلة للتعريف بقضايا المقهورين في الولايات المتحدة، حيث عمل على إحياء الأغاني الشعبية للزنوج والبيض المهمشين خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر. ومارس تأثيرا فنيا وسياسيا على أبرز نجوم الفناء الأمريكي مثل بوب دايلان وجون بايز وبريس سبرنستينغ وإميليو هاريس، كما عمل على الترويج لإبداعات الفنية لمغنيي أمريكا اللاتينية مثل فيكتور جارا.
وكتبت عنه المجلة الأمريكية الشهيرة والملتزمة “ذي نايشن” اليوم “أصابع بيتي سيجر لن تعزف، ولكن الكثير من الناس سيجدون ما سيتغنون به غدا”.
ولم يكتفي سيجير بالغناء، ولكن انخرط في دعم اليسار في الولايات المتحدة مما جعله في طليعة المتابعين من طرف الشرطة الفيدرالية والمكارثية بتهمة الترويج للشيوعية. وتزعم رفقة نشطاء حقوقيين مناهضة سياسة الميز العنصري في الولايات المتحدة، وكان يرافق مارتن لوثير كينغ في العديد من أنشطته السياسية والحقوقية.
وكتبت عنه جريدة نيويورك تايمز، بتي سيجير مات الاثنين بعدما غنى لعقود ووظف ستوه للغناء للأطفال والنقابيين واليسار ودعاة حقوق الإنسان ولمناهضي الحرب ولأنصار البيئة
وفي سنة 1994، حصل على أعلى وسام فني تمنحه الولايات المتحدة “الميدالية الوطنية للفنون” وقال عنه الرئيس الأمريكي بيل كلينتون وقتها “المغني المزعج الذي لا يتردد في الغناء عن الأشياء كما يراها”. وبقي بيتي سيجر يشارك في الأنشطة الغنائية حتى سنة 2012.
ومن الأغاني الشهيرة لبتي سيجر أغنية Deportee حول الهجرة تتحدث عن ترحيل 48 مهاجرا مكسيكيا وسقطت الطائرة وكانت مأساة وقتها ثم وأغنية“ Pastures of Plenty التي تعكس معاناة المهاجرين والمهمشين.