تحل اليوم الذكرى 300 لاستعمار بريطانيا لصخرة جبل طارق بموجب اتفاقية أولترخت، وتعمل اسبانيا منذ أكثر من قرن على استعادة هذا الجزء من أراضيها، ولكنها تواجه رفضا من سكان الصخرة وفي الوقت ذاته، مطالبة بتفهم في ملف سبتة ومليلية المحتلتين.
وقامت اسبانيا يوم 13 يوليوز 1713 ببيع صخرة جبل طارق الى بريطانيا التي جعلت منها خلال الثلاثة قرون الأخيرة مركزا استراتيجيا عسكريا وماليا هاما، الأمر الذي ضاعف من قيمتها مع مرور الوقت لاسيما وأنها تطل على أحد أهم المعابر المائية الحيوية اقتصاديا وعسكريا في العالم.
وحاولت اسبانيا ومنذ القرن التاسع عشر استعادة الصخرة لكنها كانت تتردد في شن حرب بسبب القوة العسكرية البحرية البريطانية، ونهجت استراتيجيات مختلفة، أبرزها أطروحة الجنرال الإسباني بريمو دي رفييرا الذي دافع ما بين سنتي 1916 الى 1921 عن أطروحة مغادرة المغرب وتسليم سبتة الى بريطانيا مقابل إعادة لندن جبل طارق الى حظيرة اسبانيا. وتخلى هذا الجنرال عن هذه الأطروحة بعد الانقلاب العسكري الذي نفذه سنة 1923 وأوصله الى السلطة.
وبعد وصول الجنرال فرانسيسكو فرانكو الى الحكم، ضرب حصارا حول الصخرة، حيث منع أي ارتباط أرضي بها. وتخلى رئيس الحكومة فيلبي غونثالث سنة 1985 عن هذه الاستراتيجية ليبدأ الرهان على سياسة جديدة تستمر حتى مع رؤساء الحكومات المتعاقبين على السلطة وتتمثل في ثلاثة محاور، الأول تطوير المناطق المحيطة بالصخرة اقتصاديا مثل مدينة الجزيرة الضخراء، ويتجلى الثاني في الضغط على لندن لفتح مفاوضات سياسة لانسحابها،. ويتمثل المحور الثالث في استحضار ملف الصخرة في الأمم المتحدة ضمن المناطق التي يجب أن تخضع لتصفية الاستعمار.
وعمليا، نجحت اسبانيا في تطوير المناطق الحدودية للصخرة حيث لم تعد تعيش على التهريب من جبل طارق الى باقي مناطق جنوب اسبانيا. وفي الوقت ذاته، نجحت في إقناع لندن بفتح مفاوضات بشأن مستقبل الصخرة، وهي مفاوضات تجري بين الحين والآخر وتحقق نتائج أبرزها أنه يجب تصفية الاستعمار في الصخرة.
ويؤكد أستاذ القانون الدولي، مارتين أورتيغا كارسلين في مقال في جريدة الباييس عدد الجمعة 12 يوليوز أن اسبانيا باعت الصخرة لبريطانيا بموجب اتفاقية أوتريخت ولكنها لم تفوت لها السيادة نهائيا، ولهذا فلها الحق في استعادة السيادة على الصخرة. وتواجه اسبانيا تحديات في مطالبتها بصخرة جبل طارق وأبرزها:
رفض تام لسكان صخرة جبل طارق تغيير التاج البريطاني بالتاج الإسباني، حيث تفيد استفتاءات تقرير المصير منذ سنة 1967 بهذا الرفض. وفشلت مدريد في استمالة الجبلطارقيين.
ربط القوى الكبرى في العالم كل تصفية الاستعمار في صخرة جبل طارق بمغادرة اسبانيا لسبتة ومليلية المحتلتين.