دعوى قضائية ضد جريدة الاتحاد الاشتراكي بتهمة التشهير بنشطاء حركة 20 فبراير، والجريدة تعتذر

وداد ملحاف من نشطاء حركة عشرين فبراير

قرر بعض نشطاء حركة 20 فبراير رفع دعوى قضائية ضد جريدة الاتحاد الاشتراكي بتهمة التشهير  والإساءة لهم من خلال نشرها ربورتاج حول حياتهم الشخصية. والبيان الصادر عن هؤلاء النشطاء يتضمن عبارات نقد قاسية في حق الجريدة والوضع الحالي للحزب. والبيان الموقع من طرف، وداد ملحاف ويونس دراز وغزلان بنعمر ونزار بنماط ونجيب شوقي وحليمة لخديم ورشيد البلغيثي. ومن جهتها، أقدمت جريدة الاتحاد الاشتراكي على نشر بيان اعتذار في صفحتها الرقمية اليوم. ومن المنتظر أن يقبل النشطاء الاعتذار.

نص البيان نشكاء 20 فبراير

“كان الاغتيال و التصفية الجسدية الوسيلة الوحيدة لقتل الأمل في نفوس المغاربة و استئصال الحلم في صدور من حملوه، فكان الاتحاد الوطني للقوات الشعبية أكثر المنظمات الجماهيرية التي عانت من الدسائس والمؤامرات.. اغتيل عدد من شرفاء الحزب، واختطف شباب في عمر الورد فقبعوا في الزنازين لسنوات و عنوان جريمتهم هو “الأمل”. مرت سنوات و سنوات، فتحول دم الشهداء إلى مداد تكتب به رسائل الاستعطاف و برقيات الولاء، لكن الحلم انبعث شعلة في يد جيل من بنات و أبناء هذا الوطن، اختاروا العيش كراما في مغرب يحلم بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.جريدة “الاتحاد الاشتراكي”، التي لم يتبقى من اشتراكيتها غير صورة يتيمة للشهيد عمر بنجلون على صدر صفحتها الأولى و الناطقة باسم “ما تبقى” من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أطلت على الرأي العام في عددها ليوم الاثنين 15 يوليوز 2013 و تحديدا في صفحة 19 التي تحمل عنوان “جيوبوليتيك”! بتقرير ممتنع عن كل الأجناس الصحفية، يفتش في جيوب عدد من نشطاء حركة 20 فبراير وعنواين بيوت خالاتهم وتواريخ زيجاتهم بالإضافة الى عدد الكيلوغرامات التي فقدوها نتيجة فشلهم المهني وانكساراتهم الاجتماعية المتتالية! أمام هذا التهجم الغبي وجب التوضيح، أن التقرير الأصفر المنشور في صفحة داخلية من الجريدة إياها، يأتي في سياق “دينامية” مفتعلة تتوخى تغليط الرأي العام من خلال إعلان تمرد على خدام أعتاب الاستبداد الجدد بدل الإشارة بالأصبع الى بيت الاستبداد و الفساد الذي لم يغير عنوانه، كما يأتي “المنشور”، الضارب عرض الحائط بكل مبادئ و أخلاقيات مهنة الصحافة، بهدف التحقير و الاستصغار و الحط من كرامة شباب اختاروا الحفاظ على مبادئهم و التمسك بقيم تاجر بها عدد لابأس به من الساسة “المحنكين”، وذلك بإلصاق صورة الفشل المهني و الاندحار الاجتماعي بنشطاء من حركة جماهيرية بطولية أمام صورة شباب\نموذج يعيشون عبيدا لقروض الاستهلاك المؤدى ثمنها من ريع الدواوين التي تدبج، كل صباح، بيانات تتغنى بفتوحات “السياسة الرشيدة”.وبناء عليه، نعلن نحن الموقعون أسفله، لكل أحرار هذا الوطن، مايلي:1 – إدانتنا الشديدة لما جاء في هذا التقرير\الفضيحة من خوض في أعراض الناس و نبش في حياتهم الخاصة.2 – إيماننا بأن التضييق و التشهير ضريبة أداها شباب حركة لا تعترف بالزعامات الوهمية وقيادتها الفعلية هم كل المؤمنين بمبادئها منذ بداية الحراك الذي سقط فيه شهداء على قارعة الوطن و اعتقل فيه آخرون مازال صوت أغلالهم مدويا في سجون مملكة “الإنصاف و المصالحة”.3 – اعتزامنا مقاضاة جريدة “الاتحاد الاشتراكي” و المطالبة بدرهم رمزي مع نشر اعتذار كتعويض عن الأضرار التي لحقت بالأشخاص موضوع الإساءة.4 – تمسكنا بالأمل مع الاستمرار في تجسيد كل القيم النبيلة التي خرج من أجلها المغاربة الحالمين بوطن يحفظ كرامة بناته و أبنائه”.

ومن جهتها،  أقدمت جريدة الاتحاد الاشتراكي على نشر بيان تعتذر فيه للنشطاء، والنص هو كالتالي:

لا يمكن إلا لجاحد أن ينكر الدور الكبير الذي لعبه شباب»20 فبراير» في دعم المسار الديمقراطي لبلادنا، ذلك أن سلسلة النضال الميداني التي دشنها استطاعت أن تفتح مساحات إضافية لصالح الفاعل السياسي والحزبي والمدني.
وعلى هذا الأساس، فإن حركة 20 فبراير حركة أصيلة نبتت في حقل الشعب، وأزهرت في غضبه، وأينعت في طموحاته إلى إطارات مؤسساتية ديمقراطية غير فاسدة.
وحتى نضع شباب 20 فبراير الذين لنا بينهم صداقات، وتربطنا معهم علاقات ود واحترام، في سياق «المقال(المنشور في عدد أول أمس الاثنين ) « الذي أسال مدادا كثيرا على «الفايس بوك» وبعض المواقع الإلكترونية، نبدأ من البداية.
كانت الفكرة في الجريدة هي إنجاز ملف صحفي، سبق أن تم إعداد الكثير من أمثاله في نشاطات أخرى، حول «مآل قيادات 20 فبراير؟».. ماذا يفعلون؟ أين يشتغلون؟.. هل استطاعوا مغادرة زمنهم الاحتجاجي؟ هل حققوا نجاحات؟.. إلخ.
كان الداعي إلى هذا الملف، إذن، هو تسليط قليل من الضوء على هؤلاء الشباب الذين بصموا التاريخ الحديث للبلاد، من باب المواكبة «الإعلامية»، ولم يكن الغرض الإساءة إليهم البتة، ولا التلصص على حياتهم الخاصة. وبعد جمع المعلومات، تحت مسؤوليتنا في الجريدة ، لا بوجود طرف ثالث أو تقرير سري جدا..! قمنا بحذف ما اعتبرناه تدخلا في الحياة الخاصة (جدا) للشباب، واحتفظنا بما لم نعتبره كذلك وهنا، نعتقد، تسلل شيطان التقدير غير الموفق.
لم يكن الخطأ إذن في الفكرة، بل في التوقع، وفي تقدير الوقع على شباب نحترمهم جدا ونحترم تضحياتهم ومساراتهم، وكنا إلى جنبهم، واستضفنا بعضهم في جريدتنا أكثر من مرة، وأجرينا حوارات معهم، وتقتضي منا النزاهة الفكرية أن نعتذر إليهم عن كل إساءة أحسوا بها بنشرنا ذلك المقال، لأننا نعرف مدى صدقهم ونزاهة سلوكهم في القول والفعل، كما نعرف أنهم حريصون على مواجهة أي ابتزاز لعمق الشعارات التي كانوا يرفعونها.
أيها الشباب، لم تكن الفكرة أن نتجسس على حياة أحد، فمنا شباب فيكم، ومنكم شباب فينا.. وإذا كانت المسؤولية تقتضي الكلام بالوجه المكشوف، فإنها ما يدفعنا إلى الاعتراف بالخطأ، فمعذرة على نشر مقال تسرعنا في نشره دون العودة إلى معالجته. ونتمنى ألا ينقص خطأنا من ثقتكم في اعتزازنا الكبير بكم وباستقامتكم،أنتم الذين فتحتم التاريخ في وجوهنا بعد أن أغلق على نفسه أبواب التطور.

Sign In

Reset Your Password