خبر وتعليق: يتفاجأ المغاربة بمضمون تقرير الأمين العام حول الصحراء المغربية وخاصة التعاطف الإعلامي الذي اكتسبته جبهة البوليساريو دوليا مقابل الانتقادات القوية التي يتعرض لها المغرب. ويبقى جزء كبير من المسؤولية على هذا الواقع متعلقا بطبيعة الاستراتيجية التي تتبعها المؤسسات المعنية بتدبير هذا الملف أمام الرأي العام العالمي والدولي خصوصا الدبلوماسية المغربية والاستخبارات. وقد تبين لدى هاتين الأخيرتين خللا على مستوى تبني استراتيجية جادة حيث جرى رصد اللجوء إلى خدعة إعلامية غالطت المؤسسة الملكية والشعب المغربي.
وتتجلى هذه الاستراتيجية في نشر مدونات موقعة بأسماء مجهولة لأشخاص في مواقع الصحف الكبرى ثم القيام لاحقا بتقديم تلك المدونات على أساس أنها مقالات صادرة في هذه الجرائد مثل نيويورك تايمز وفوربس. ويجري استعمال تقنية اللجوء الى المدونات في مواقع الصحف البريطانية و الأمريكية. وتعمد وسائل إعلام رسمية لاحقا الى نشر هذه المدونات وكأنها مقالات صادرة في صفحات هذه الجرائد وليس مدوناتها.
وبينما استطاع أنصار تقرير المصير التسلل إلى كبريات الصحف التي تنشر لهم مقالات مثلما نشرت جريدة ذي غارديان منذ أمس أو فوراينر بوليسي الشهر الماضي حول اللوبيات المغربية في الولايات المتحدة التي تكلف الكثير من المال بدون نتائج، تكتفي دبلوماسية المغرب ومخابراتها بالمدونات لإيهام الرأي العام بوجود تعاطف من الرأي العام الدولي مع المغرب.
وعمليا، يعتبر هذا الإجراء تغليطا للرأي العام المغربي الذي يتنتظر ان تقوم المرسسات المعنية بدورها على اكمل وجه، لأنها تقدم له معطيات مغلوطة للغاية قائمة على الخداع الإعلامي.وهو لجوء يعكس في الحقيقة عجزا بينا في اكتساب المواقف وجلب صحفيين دوليين وإقناعهم بالكتابة لصالح المغرب. ومن نتائج هذا الخداع الإعلامي الصدمة التي يتلقاها الرأي العام المغربي وهو يرى التقدم الكبير الذي يحصل عليه البوليساريو على المستوى الدولي إعلاميا وسياسيا مقابل نكسات مغربية.
وتسمح محركات البحث في شبكة الإنترنت بإنجاز دراسة مفصلة حول نزاع الصحراء وإنجاز تقييم حقيقي للمقالات المنشورة حول الملف. وكل دراسة ومنها بحث صغير قامت به ألف بوست، يظهر مدى الحضور القوي للبوليساريو وتعاطف المقالات معه في حين نجد المواقف المدافعة عن المغرب في مدونات لا يقرأها أحد و يتم تمريرها لمملغاربة كما لونها اختراق وانجاز كبير ويقود ذلك إلى خداع الشعب المغربي.
وفي وقت تشعر فيه الرباط بحرج بسبب تطوارات ملف الصحراء الصحراء وخاصة تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، تنشر معظم وسائل الاعلام الدولية، ولا نبالغ إذا قلنا بدون استثناء، تغطيات تصب في صالح موقف البوليساريو. فهل يتعين الاعتقاد ان العالم يتآمر على المغرب أم انه يجب الاستيقان من ان المسؤولين المغاربة يخدعون أنفسهم نتيجة عجزهم عن بلورة عمل دبلوماسي واستخباراتي مثمر لصالح الصحراء المغربية.
.
