حكومة مدريد تساند واشنطن سرا في ضرب سوريا وتنفي أمام الرأي العام الإسباني

الرئيس الأمريكي باراك أوباما رفقة رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي

انضمت الحكومة الإسبانية الى باقي الدول التي تساند ضربة عسكرية ضد سوريا بسبب استعمالها السلاح الكيماوي ضد المدنيين يوم 21 غشت الماضي. ويخلف القرار انتقادات واسعة وسط الطبقة السياسية والرأي العام لأن الحكومة لم تكشف عن الموقف بل البيت الأبيض مباشرة. ويؤكد وزير الدفاع بيدرو مورينيس أن مدريد لن تشارك في أي ضربة عسكرية ولكن تؤيد سياسيا.

الصمت في البدء

ومنذ البدء، التزمت حكومة الحزب الشعبي المحافظ في مدريد برئاسة ماريانو راخوي الصمت في الملف السوري، ولم يتعدى موقفها التنديد باستعمال القوات النظامية أسلحة كيماوية وطالبت بتحرك المنتظم الدولي وركزت كثيرا على الحل السياسي.

واعتقد المراقبون أن موقف راخوي مختلف عن سلفه في المنصب خوسي ماريا أثنار الذي انضم الى حلف جورج بوش-توني بلير لضرب العراق وساند سياسيا وعسكريا غزو هذا البلد العربي. كما ساد الاعتقاد أن الأزمة الاقتصادية التي تضرب اسبانيا ومن نتائجها 27% من العطالة تجعل الحكومة تنكب على المشاكل الداخلية وليس الملفات الخارجية.

البيت الأبيض يكشف

وكانت المفاجأة أن البيت الأبيض كشف عن البيان الذي وقعته 11 دولة في قمة الدول العشرين ومن ضمنهم اسبانيا الى دول أخرى مثل فرنسا وتركيا والعربية السعودية. وكانت المفاجأة أكثر أن راخوي عقد ندوة صحفية في روسيا التي احتضنت قمة العشرين وتجنب يوم الجمعة الماضية الحديث عن موقف حكومته من الملف السوري.

وتعتبر الطبقة السياسية ووسائل الاعلام موقف الحكومة احتقارا للرأي العام الإسباني ومؤسساته ومنها مؤسسة البرلمان التي مخول لها اتخاذ قرارات دعم ومساندة الحرب. ولهذا كانت ردود الفعل قوية للغاية من طرف الأحزاب وعلى رأسها الحزب الاشتراكي المتزعم للمعارضة الذي طالب رئيس الحكومة وليس وزير الخارجية بالمثول في البرلمان ليقدم توضيحات حول مشاركة اسبانيا في الضربة العسكرية ضد القوات النظامية السورية.

وأمام هذه التطورات وكذلك ارتفاع الرافضين وسط الرأي العام لأي مشاركة اسبانية في ضرب سوريا، بادرت مصادر من رئاسة الحكومة الى نفي اي مشاركة عسكرية في الهجوم على سوريا. ونقلت وكالة الأنباء إيفي أمس الأحد عن وزير الدفاع بيدرو مورينيس الذي التقى نظيره الأمريكي شاك هاجل أن “البنتاغون لم يطلب من اسبانيا أي دعم عسكري في عملية ضرب سوريا كما لم يطلب استعمال القاعدة العسكرية الأمريكية روتا (جنوب اسبانيا) في هذه المهمة”. وتابع موضحا “التوقيع على بيان الدول 11 في قمة العشرين لا يعني ضمانة لتوجيه ضربة عسكرية للنظام السوري”.

ويبرز أن حكومة مدريد تدعم وتساند الصرامة التي تنهجها الولايات المتحدة في مواجهة نظام دمشق بعد استعمال أسلحة كيماوية، كما تعتبر أن العالم لا يجب أن يبقى مكتوف الأيدي أمام استعمال أسلحة كيماوية.

الخوف من الانعكاسات

وتتهرب اسبانيا من انعكاسات الملف السوري خوفا من اقتحامه المشهد السياسي المتوتر أصلا بسبب ملفات الفساد التي تعاني منها الحكومة ومطالب القوميين بالانفصال عن البلاد وخاصة في كتالونيا. ولكن التوقيع على البيان خلال القمة العشرين جعل الملف السوري يحضر الآن بقوة وسيكون محوريا ابتداء من اليوم الاثنين بسبب قرار نواب من المعارضة استحضاره في البرلمان.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password