يستمر التوتر بين الحكومة الإسبانية المركزية في مدريد وحكومة الحكم الذاتي في إقليم كتالونيا وعاصمتها برشلونة بعد قرار الأخيرة فتح تمثيليات لها قريبة من شكل ومفهوم السفارة الدبلوماسية، واختارت هذه المرة كل من المغرب والفتاكيان. وعادة ما تتخوف الحكومة المركزية في مدريد من احتمال استغلال المغرب لمثل هذه التمثيليات لنهج دبلوماسية موازية تكون ضد مصالح اسبانيا في ملفات شائكة.
وقامت حكومة الحكم الذاتي في كتالونيا بعرض قانون تمثيلياتها في الخارج، حيث أعلنت منذ يومين نيتها فتح تمثيلية في كل من الفتاكيان والمغرب. وهي تمثيليات تمثل حكومة الحكم الذاتي وتعتبرها بمثابة سفارات غير معلنة لها في الخارج. وتوجد تمثيليات مشابهة في كبريات العواصم مثل باريس ولندن ومدن مثل نيويورك.
وكشف الناطق باسم الحكومة الكتالانية فرانسيسك هومس عن فتح تمثيليتين قريبتين في كل من روما وفيينا، وتابع “ولاحقا سنفتح تمثيلية لحكومة كتالونيا في الفاتيكان وأخرى في المغرب”.
وفي ظل سعيها للانفصال عن اسبانيا، تعزز حكومة كتالونيا من تواجدها في الخارج في استعداد لاحتمال انفصالها مستقبلا عن اسبانيا، وكانت قد نظمت استفتاء شعبيا خلال نوفمبر الماضي أسفر عن رغبة الكتالان الانفصال عن مدريد وتأسيس دولة مستقلة بهم.
وتعارض حكومة مدريد توجه كتالونيا الدبلوماسي، وتعمل على عرقلة افتتاح مثل هذه التمثيليات، ولكنها تكون متشددة أكثر في حالة المغرب خوفا من دبلوماسية موازية.
وسبق لحكومة كتالونيا عندما كان يحكمها القوميون سنة 2002 أن فتحت تمثيلية لها في مدينة الدار البيضاء المغربية عندما كان خوسي ماريا أثنار المحافظ رئيسا للحكومة، وأعلن وقتها الزعيم اليميني عن معارضة شديدة، حيث نشرت الصحف وقتها أن “أثنار قد يسمح بتمثيليات في الدول الأوروبية باستثناء المغرب”.
وقامت حكومة إقليمية في كتالونيا مشكلة من ائتلاف من الأحزاب الوطنية القومية بإغلاق تمثيلية المغرب سنة 2006، والآن يتم التفكير في افتتاحها مع حكومة أرثور ماس الذي يتزعم الاستقلال عن اسبانيا.
وتعتبر حكومة مدريد أن المغرب بلد هام وشائك دبلوماسيا في أجندة اسبانيا، وبالتالي لا يمكن أن تكون هناك تمثيلية شبه موازية للسفارة الإسبانية. وكان محللون سوياسيون من الموالين للحكومة قد حذروا من استغلال المغرب للتمثيلية لنهج دبلوماسية موازية في ملفات شائكة مثل سبتة ومليلية والصحراء والهجرة والصادرات الزراعية.
وتحبذ حكومة كتالونيا تفاهم حكومة مدريد مع المغرب في ملفات مثل سبتة ومليلية ونزاع الصحراء ، وهو ما يقلق مدريد كثيرا، بل وطالبت من مدريد أن تشرف على ملفات مثل الهجرة ومنها الهجرة المغربية.
وتفاديا لسوء تفاهم خاصة في ظل العلاقات الممتازة بين المغرب واسبانيا في الوقت الراهن، تقوم الرباط بتفادي تطوير علاقات مع حكومات الحكم الذاتي. ولم يستقبل الملك محمد السادس رئيس حكومة كتالونيا أرثور ماس خلال زيارته الى المغرب السنة الماضية، وكاتفى خلال السنوات الأخيرة باستقبال رئيسي الحكم الذاتي في الأندلس وجزر الكناري.