جيوبولتيك: جنوب الجزيرة العربية تحت النفوذ الإيراني بعد سيطرة الحوثيين على السلطة في اليمن على حساب السعودية

أسقطت حركة الحوثيين في اليمن منذ بداية الأسبوع الجاري الرئيس اليميني عبد ربه منصور هادي بعدما سيطرت على القصر الرئاسي في العاصمة صنعاء، وبدأت بفرض تصوراتها للمرحلة المقبلة. وبهذا أصبح الحوثيون القوة السياسية المتحكمة في البلاد. ويحمل التغيير تطورات استراتيجية منها تعزيز نفوذ إيران في اليمن بحكم تعاطف الحوثيين مع طهران، بينما تصف دول الخليج ما يحدث بالإنقلاب.
وتعيش اليمن اضطرابات سياسية منذ اندلاع الربيع العربي وإزاحة عبد الله صالح من الرئاسة، ورغم جميع محاولات الوفاق التي قام بها المبعوث الأممي في النزاع، المغربي جمال بنعمر، فقد كانت التطورات أقوى بكثير بسبب غياب ثقافة الحوار مع الفرقاء.
وجرى يومه الثلاثاء فصلا يعتبر منعطفا بإقدام حركة الحوثيين بزعامة عبد الملك الحوثي على السيطرة على القصر الرئاسي في صنعاء واختفاء الرئيس منصور هادي، هذا الأخير تعتبره الأمم المتحدة الرئيس الشرعي للبلاد. وبهذا، تنجح حركة الحوثيين في السيطرة على مفاصل الحكم في مجموع البلاد، كما تكتب الجزيرة نت في موقعها الرقمي.
وبغض النظر على التطورات الداخلية، ومنها الاتفاق على دستور جديد وربما رئيس جديد، فهذه الأزمة كشفت سيطرة الحركة الحوثية على مفصل السلطة في البلاد وتراجع القوى السنية. ويحمل التطور منعطفا إقليميا بحكم تعاطف حركة الحوثيين مع إيران التي تساعدها سياسيا وماديا.
وفي رد فعل، أصدر وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بيانا يعتبرون فيه ما يجري في اليمن بمثابة انقلاب على السلطة الشرعية، لكن بيانها يلقى الكثير من السخرية بسبب موقفها السابق الداعم للانقلاب في مصر.
وحاولت دول الخليج وخاصة السعودية التحكم في تطورات الأوضاع في اليمن لكنها فشلت في مسعاها بحكم قوة الحوثيين ومعاداة الرأي العام اليمني لكل ما هو خليجي بسبب المهانات التي تعرض لها من الممالك الغنية.
وبسيطرة الحوثيين على مقاليد التحكم في صنع القرار في اليمن، يكون جنوب شبه الجزيرة العربية قد أصبح تحت النفوذ الإيراني الشيعي لأول مرة على حساب النفوذ السعودي السني. وبهذا أصبحت السعودية محاطة بقوى تعتبرها غير ودية وهي العراق وإيران والآن حركة الحوثيين في اليمن. كما من شأن هذه السيطرة القضاء أو التقليل من نشاط تنظيم القاعدة في اليمن الذي يعتبر من معاقلها الرئيسية.