جامعة علي الفاسي الفهري مستمرة في إنتاج مسلسل ” عشق الغياب “

رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم امام سؤال الغياب المستمر للمغرب عن التظاهرات الرياضية الكبرى

 

سيكون على الجمهور المغربي مرة أخرى متابعة نهائيات كأس العالم ببرودة أعصاب، وسيجد مرضى القلب والسكري راحتهم البالغة في مشاهدة المباريات دون أدنى خطر على حياتهم، بعد أن ودع أسود الأطلس التصفيات المؤهلة للحدث العالمي المقام بالبرازيل صيف 2014، ويتكرر غيابهم عنه، ولكن هذه المرة ستكون الرابعة على التوالي.

لم يسبق للمنتخب المغربي أن غاب عن المونديال الكروي كل هذه السنوات منذ أول تأهل سنة 1970 بالمكسيك، ليكرر تواجده بالحدث العالمي مرة أخرى بنفس البلد سنة 1986 أي بعد 12 سنة فقط من الغياب، وتتوالى المشاركات في مونديال 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية و1998 بفرنسا، ومنذ ذلك الحين وخيبات الكرة المغربية سواء مع المونديال ( 2002-2006-2010-2014 ) أو الكأس الإفريقية تتوالي الواحدة بعد الأخرى، إن كانت في مرحلة رئاسة الجنرال العسكري “حسني بنسليمان” أو في عهد الجنرال المدني “علي الفاسي الفهري”.

منذ انتخاب – تعيين –  علي الفاسي الفهري رئيسا للجامعة خلفا لحسني بنسليمان والذي شابه خرق قانوني فاضح لأن شقيق وزير الخارجية لم يكن عضوا من أعضاء الجامعة حيث كانت تغيب في شخصه شروط الترشيح، إلا أنه تولى الرئاسة بالتزكية باعتباره المرشح الوحيد والمدفوع من أطراف عليا، عرفت الكرة المغربية تراجعا خطيرا على مستوى نتائج المنتخب المغربي، وكأن الجامعة لم تجد سيناريو الحلقة الأخيرة لمسلسل عنوانه ” عشق الغياب ” . ففي عهد الرجل خرج المنتخب الوطني من الدور الأول في الكأس الإفريقية  2012 بالغابون و2013 بجنوب إفريقيا، وتحول المغرب من منافس على ورقة التأهل لكأس العالم إلى مجرد منشط للأدوار المؤهلة فغاب عن هذه المسابقة العالمية في نسخة 2010 وسيكررها في 2014.

عشق الكرة المغربية للغياب عن التظاهرات القارية والعالمية سبب تراجعا خطيرا في مستوى المنتخب المغربي وجعله يحتل الرتبة 77 عالميا، و18 إفريقيا خلف منتخبات كانت بالأمس القريب تخشى مجرد سماعها اسم المنتخب المغربي، فأصبحت اليوم تمطر شباكه بالثلاثيات، وتساهم في إخراجه من المنافسات، هذا مرده بالتأكيد إلى سوء تدبير جامعة الفهري لأمور الكرة وارتكابها لأم المهازل لم نسمع عنها في دول كرة القدم بالنسبة لها على الهامش، بدءا بتعيين أربعة مدربين دفعة واحدة على رأس الجهاز الفني للمنتخب المغربي، ومرورا بقضية المدرب غيريتس الذي كان على المغاربة انتظار سنة كاملة كي ينهي مشواره الآسيوي مع الفريق السعودي قبل أن يحل بالمغرب، فطيلة سنة كاملة كان مساعده  دومينيك كوبري، ، يجرب حضه في التصفيات الإفريقية رفقة المنتخب المغربي، ثم جاءت فضيحة رفض الجامعة  الكشف عن راتب البلجيكي إريك غيريتس الذي أسال مداد الصحافة المغربية أكثر من غيره من المواضيع، وانتهاء بفيلم ( 7 أيام من الضحك على الذقون ) من إخراج رئيس الجامعة علي الفاسي الفهري، وإنتاج اللجنة المكلفة بانتقاء المدرب الجديد التي تدخل فيها ” الكارهون للزاكي”بكل قواهم لإبعاده عن المنتخب رغم أن غالبية الجمهور المغربي كانت تطالب بعودته، وتعيين رشيد الطاوسي مدربا جديدا، هذا الأخير الذي نام معه المغاربة في العسل واستفاقوا على الفشل، بخروج مذل من الدور الأول لكأس إفريقيا 2013 وكأس العالم 2014.

هكذا تتوالى النكبات الواحدة بعد الأخرى، ويستمر مسلسل نكسات الكرة المغربية بلا نهاية، في ظل سياسات التعيين المباشر في المناصب ” الحساسة ” للرياضة المغربية، وعلى رأسها جامعة الكرة، التي لا يجيد أعضاؤها سوى الاجتماع مرة كل ثلاثة أو أربعة أشهر لإقالة مدرب والإتيان بآخر.

Sign In

Reset Your Password