ثلاث خطوات مقلقة في ملف الصحراء صادرة عن مصر والولايات المتحدة وإيطاليا

وزير خارجية المغرب في احتفال سابق

شهد نزاع الصحراء منذ بداية الشهر الجاري تطورات تبدو مقلقة نسبيا أبرزها الموقف الأمريكي الغامض ثم خطوة إيطالية مثيرة تتجلى في فتح مركز للخدمات الاجتماعية في مدينة تندوف لتقديم خدمات للجزائريين و”اللاجئين الصحراويين”، وفق دبلوماسية روما.

وكانت البداية مع حضور وزير الدفاع المصري لاجتماع رباعي ضم كل من مسؤولي الدفاع في دول الجزائر وليبيا ومصر ثم في حركة جبهة البوليساريو في العاصمة الجزائر  ما بين 2 و6 مايو الجاري. وكانت مشاركة ليبيا ومصر فيما يعرف ب “القدرة الإقليمية لشمال إفريقيا” ملفتة ومثيرة بحكم أن الدولتين لا تعترفان الآن بجبهة البوليساريو كدولة. وأثار الحضور المصري قلق المغرب لأن مصر دولة ذات مؤسسات صلبة ولا تتأثر نهائيا بسياسة الجزائر. بل ولم تحضر تونس ولا موريتانيا. وترى الرباط الحضور المصري عملا استفزازيا.

وفي تطور آخر، ومنذ أيام، أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكطن بلينكن اتصالا بنظيره المغربي ناصر بوريطة لبحث عدد من الملفات وعلى رأسها تطوير العلاقات الثنائية ثم تبادل وجهات النظر في ملفات مثل عودة سوريا الى الجامعة العربية والحرب الروسية ضد أوكرانيا، إضافة إلى الملف الفلسطيني-الإسرائيلي على ضوء المواجهات المسلحة الأخيرة.

ويبقى الأساسي بالنسبة للعلاقات الثنائية هو ما جاء في البيان حول نزاع الصحراء، حيث ورد حرفيا في بيان الدبلوماسية الأمريكية المنشور في موقعها بالعربي  والانجليزي ما يلي “وأكد الوزير بلينكن دعم الولايات المتحدة الكامل للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا فيما يكثف عملية الأمم المتحدة بشأن الصحراء الغربية بغية التوصل إلى حل سياسي دائم وكريم لشعب الصحراء الغربية والمنطقة”.

ويشكل البيان سابقة خلال السنوات الأخيرة لأنه يعكس تصورا يعد غامضا بل يزداد غموضا مقارنة مع البيانات السابقة. في هذا الصدد، تجنب البيان الإشارة الى سيادة المغربية على الصحراء في تجاوز مبهم لموقف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي اعترف بهذه السيادة خلال ديسمبر 2020  كنتيجة لاتفاقيات أبراهام. في الوقت ذاته، يشدد على مساعي المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة دون تنصيص على الحكم الذاتي. وأخيرا، يشدد على الصحراويين كشعب. ويصرح مصدر عليم بالعلاقات الثنائية  لجريدة القدس العربي “تدرك واشنطن مدى حساسية المغرب بشأن ملف الصحراء، ولهذا هناك تساءل على تجنب عمدا الإشارة الى الحكم الذاتي الذي يعتبره المغرب الحل الأمثل للنزاع¨:

كما سجل الأسبوع الجاري، وبالضبط يوم الثلاثاء، تطورا آخر مقلقا يتجلى في افتتاح إيطاليا مركزا للخدمات القنصلية في مدينة تندوف، وصرح السفير الإيطالي  المعتمد في الجزائر جيوفاني بوجليس  يوم الافتتاح ” “المركز ليس موجهًا للجمهور المحلي الجزائري ومجتمع الأعمال الموريتاني الحاضرين فحسب ولكن أيضا للاجئين الصحراويين”.

القرار الإيطالي مثير للغاية، فهو نتاج التقارب الجزائري-الإيطالي خلال السنتين الأخيرتين، حيث أبدت روما بداية شهر  يناير تأييدها المطلق لتقرير المصير لاسيما وأن الجزائر اختارت روما بديلا رئيسيا في الطاقة والمبادلات التجارية لمدريد بعد موقف الأخيرة دعم الحكم الذاتي. ومن شأن الموقف الإيطالي أن يمتد الى مؤسسات الاتحاد الأوروبي بمعارضة كل مبادرة ترمي الى دعم الحكم الذاتي من طرف إسبانيا.

ولم تعلق الدبلوماسية المغربية على التطورات الثلاثة لاسيما الموقف الأمريكي الغامض والخطوة الإيطالية المقلقة.

Sign In

Reset Your Password