ارتفعت وتيرة هجرة المهاجرين المغاربة من اسبانيا الى دول أوروبا شمالا بسبب استمرار الأزمة وانعدام الآفاق بشكل كبير. وهذه أول مرة يجد المغاربة أنفسهم مضطرين الى الهجرة وسط دول الاتحاد الأوروبي.
واستقبلت اسبانيا خلال العشرين سنة الأخيرة هجرة مغربية تجاوزت 600 ألف مغربي بفضل التقدم الاقتصادي الذي شهدته البلاد منذ التسعينات وحتى منتصف العقد الماضي. لكن تعرض اسبانيا لأخطر أزماتها الاقتصادية خلال العقود الأخيرة، حكم على نسبة كبيرة من المهاجرين بالبطالة الطويلة.
وأمام انعدام الأفق الاقتصادي في اسبانيا بحكم أن جميع المؤشرات تدل على صعوبة أن يسجل هذا البلد انتعاشة اقتصادية قادرة على خلق مناصب شغل لتقلص من معدل البطالة الذي وصل الى 26%، يضطر العديد من المهاجرين المغاربة الى الهجرة نحو دول مثل بلجيكا وهولندا والمانيا.
وهذه أول مرة تضطر جالية مغربية في الاتحاد الأوروبي من الانتقال بكثافة من دولة معنية نحو دول أخرى بعدما كانت الهجرة من المغرب نحو دول أوروبية معينة.
وهاجر المغاربة الذين يحملون الجنسية الإسبانية، كما يهاجر المغاربة الذين لهم إقامة دائمة، لأن قوانين الدول الأوروبية تتساهل معهم أكثر بينما لا تتساهل مع المغاربة الذين لجيهم فقط إقامة مؤقتة.
ولا توجد تقديرات محددة حول هجرة المغاربة نحو دول شمال أوروبا إلا أن التقديرات المعتمدة على نشطاء مغاربة وجمعيات مغربية تشير الى حوالي خمسين ألف خلال الثلاث سنوات الأخيرة، وهذا الرقم مرشح للإرتفاع. والمثير أن الدول التي يقصدها المغاربة هي الدول نفسها التي يقصدها الإسبان مؤخرا مثل هولندا والمانيا وبلجيكا.