ترى هل يقرر العالم إلغاء الحروب… ؟

جودي وليامز، الحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 1997 ورئيسة مبادرة نساء نوبل.

 

الرق.. الاستعمار.. الفصل العنصري.. التمييز بين الجنسين.. هذه هي بعض الإنتهاكات التي أمكن القضاء عليها في معظم إرجاء العالم بعد نضال طويل وعسير. والآن من المقرر أن تجتمع لجنة رفيعة المستوى هذه الأسبوع لمناقشة قضية حساسة أخرى: هل ينبغي -ويمكن- إلغاء مؤسسة الحرب؟.

سألت وكالة إنتر بريس سيرفس جودي وليامز -الحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 1997 ورئيسة مبادرة نساء نوبل- ما اذا كانت محاولة تحقيق هذه الغاية مجرد ضرب من العبث، فأجابت، “لا أعتقد أن العمل نحو انهاء الحروب هو ضرب من العبث”.

وشرحت، “أعتقد أن هناك القليل حقا من الجهد الدائب الذي يبذل لتحدي الرأي القائل بأن الحرب أمر لا مفر منه، والبدء عوضا عن ذلك في تعليم الأطفال في وقت مبكر في المدارس حول حل النزاعات والإجراءات التي يجب اتخاذها لخلق ثقافة عالمية للسلام مستدام”.

ولدي سؤال وليامز -التي قادت حملة عالمية ناجحة لحظر الألغام الأرضية المضادة للأفراد- ما إذا كان مفهوم القضاء على الحروب يجب أن يبدأ في عقول الساسة وصناع القرار أم مع قادة قطاع صناعة الأسلحة العالمية، قالت: “أعتقد يجب أن يبدأ العمل على إنهاء الحروب على جميع المستويات”.

وأضافت أنه ينبغي أن تمتد الجهود من تثقيف الأطفال حول أهوال الحروب -“ولا إدعاء أنها أعمال بطولية ووطنية”- إلى الضغط على صانعي السياسات ومتخذي القرارات لتغيير تفكيرهم حول الحرب كحل للمشاكل. ثم نبهت إلي أن “التصدي لصناعة الأسلحة مباشرة من غير المحتمل أن يكون مثمرا”.

وردا على سؤال حول صحة الرأي القائل بأن الخوف من الأسلحة النووية قد فعل من أجل السلام العالمي أكثر من أي تهديد آخر، أكدت وليامز لوكالة إنتر بريس سيرفس: “هذا غير صحيح.. بل علي العكس: فقد أثر نمو البشر تحت تهديد الحرب النووية بقوة علي حياة الناس”.

ومن المقرر أن تشارك وليامز -جنبا إلي جنب مع دبلوماسيين رفيعي المستوي سابقين الأمم المتحدة وناشطين مناهضون للحروب- في ندوة يوم 6 يونيو برعاية مشتركة من قبل ائتلاف منظمات غير حكومية وسويسرا، البلد الذي لم يكن في حالة حرب منذ 1815.

وسوف ستركز الندوة على “إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب”. ومن بين المحاضرين، السفير بول سيغر من سويسرا، رالف زاكلين مساعد الأمين العام السابق للأمم المتحدة للشؤون القانونية، و نونو بوتو ميتي مدير البرنامج بالمركز من أجل السلام والأمن ومنع العنف المسلح.

هذا وقد صرحت كورا فايس، رئيسة “نداء لاهاي من أجل السلام” -واحدة من المنظمات غير الحكومية الي تدعم هذه الندوة- “سيكون هناك دائما حروب حسبما يقول البعض، تماما كما قال الكثيرون أنه ستكون هناك دائما عبودية وإستعمار وفصل عنصري.. وأن النساء لن يصوتن أبدا..”

وشددت في حديثها مع وكالة إنتر بريس سيرفس علي أنه “ربما لو توفرت لمزيد من النساء فرصة المشاركة في صنع جميع القرارات وعلى جميع مستويات الحكم (بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1325)، لرأينا قدرا أقل من العنف”.

وذكّرت فايس بأن الصحفي جيرمي سكاهيل قد نشر لتوه كتابه المعنون “الحروب القذرة” الذي يوثق العنف المسلح في نصف العالم، مؤكدة أنه “طالما هناك قنابل نووية ومؤمنين بها، سيظل الأمن العالمي مهددا”.

ومن جانبه، أجاب سيدهارث تشاترجي -كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر والهلال الأحمر- علي سؤال حول دور الساسة وصناع القرار وصناعة الأسلحة العالمية في منع الحروب، قائلا: “إنها مسألة اقتصادية بحتة. فمجرد أن يتوقف الطلب علي الحروب، ستتوقف أيضا المعدات التي تغذيها”.

وشدد لوكالة إنتر بريس سيرفس علي أن الأمر يتجاوز نطاق السياسيين وصانعي السياسات، ويمكن للمجتمع المدني أن يلعب دورا قويا في منع الحروب.

هذا وتفيد أحدث الإحصاءات أن العالم ينفق أكثر من 1.7 تريليون دولار على التسلح، وهو ما يعادل حوالي 2.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، الأمر الذي حمل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون علي الجزم بأن تمويل التسلح مفرط في حين يأتي تمويل السلام دون المستوي

Sign In

Reset Your Password