تحت مراقبة الأوروبيين، الجزائر تتوصل بدرونات صينية متطورة شبيهة بالتي حصل عليها المغرب

الدرون الصيني وينغ لونغ 2

كشف موقع ديفينسا الإسباني المتخصص في الملفات والأخبار العسكرية صورا للأقمار الاصطناعية التي أظهرت توفر الجزائر على المسيرات الصينية وينغ لونع 2 المتقدمة. وهي الطائرات نفسها التي باعتها بكين للمغرب مؤخرا. ولا ترى الصين أي عائق في بيعها أسلحة للبلدين المتنافسين، شأنها شأن تركيا عكس سياسة مبيعات العتاد الحربي لكل من الولايات المتحدة وروسيا تجاه البلدين.

وكانت الجزائر قد وقعت في الماضي صفقة مع الصين لشراء 24 طائرة من هذا الدرون المتقدم ويصل الى مستوى طائرات مسيرة أخرى موجودة في سوق السلاح. ولم يعلن مدى سيتم تسليم هذه لطائرات، غير أن موقع “دفينسا” الإسباني نشر الأحد الماضي صورا للأقمار الاصطناعية تبرز طائرة دورن من هذا النوع الصيني في قاعدة جوية جزائرية. وهذه الصور من الفضاء تؤكد توصل الجزائر بأول سرب من هذه الطائرات بداية أبريل/نيسان الماضي.

وأصبح سلاح الجو الجزائري يمتلك قوة كبيرة بفضل هذه الدرونات لأن 24 طائرة درون متقدمة ومتطورة وتقدم خدمات من القصف إلى الرصد لا يمكن الاستهانة بها.

ويبقى المثير هو توصل المغرب بالطائرات المسيرة نفسها من الصين، فقد حصل على أربع طائرات، وكانت البداية مع وينغ لونغ 1 التي توصل بها من الإمارات بترخيص من الصين، واستعملها بكثافة في المناوشات الحربية الجارية ضد البوليساريو في الصحراء.

كما يتوفر البلدان، المغرب والجزائر على أسلحة أخرى متشابهة، ويتعلق الأمر بالمسيرات التركية بيرقدار. ولا تضع تركيا والصين عراقيل في توقيع صفقات مع كل من المغرب والجزائر نظرا للعلاقات الوطيدة لأنقرة وبكين مع المغرب والجزائر على حد سواء. يتكرر الأمر نفسه مع دول مثل باكستان والبرازيل، حيث يتوجه البلدان إليها لاقتناء أسلحة متطورة.

في المقابل،  يوجد العكس في الصفقات مع الدول الكلاسيكية. إذ لا تبيع الولايات المتحدة للجزائر عتادا حربيا متطورا، لأن الجزائر تعتمد على السلاح الروسي. كما لا تبيع روسيا للمغرب أسلحة متطورة لأن الجيش المغربي يعتمد على السلاح الأمريكي بالدرجة الأولى.

ويأتي الكشف عن هذه الصور المنشورة في موقع ديفينسا  ليبرز المراقبة الدقيقة التي تقوم بها الدول الأوروبية لعمليات التسلح في كل من المغرب والجزائر. ورغم أنه يسود الاعتقاد بأن الأمر يتعلق بالمنافسة بينهما من أجل زعامة المغرب العربي-الأمازيغي، إلا أن الدول الأوروبية الجنوبية ترى في سباق التسلح خطرا عليها. وعمليا، ومنذ قرابة ثلاثة قرون، لم تعد دول جنوب أوروبا تتفوق عسكريا بفارق كبير على المغرب والجزائر (باستثناء السلاح النووي الفرنسي). ويعود هذا الى اعتماد البلدين على أسلحة من مصادر غير كلاسيكية تركيا والصين في حالة المغرب وروسيا والصين وتركيا في حالة الجزائر.

صورة فضائية للدرون الصيني في قاعدة عسكرية جزائرية

Sign In

Reset Your Password