اعتبرت جريدة لوموند أن نموذج التعليم الفرنسي لم يعد ملائما بل كارثيا ويساهم في تراجع فرنسا مقارنة مع باقي الدول بحكم أنه قطاع تعتمد عليه الأمم للرقي أو التخلف. ويأتي اعتراف أكبر جريدة في فرنسا بكارثية النموذج الفرنسي في وقت مازال البعض في المغرب وعلى أعلى مستويات المسؤولية يروج لهذا النموذج الذي ساهم كذلك في تعطيل الحياة المغربية.
وبدأت جريدة لوموند منذ أمس الثلاثاء في نشر تحقيقات وتحاليل تقييمية حول التعليم في فرنسا، وجاء عنوان التحقيق الأول “التعليم: لماذا النموذج الفرنسي في عطب”. وتكتب الجريدة الأكثر تاثيرا في فرنسا “تخصص الدولة الفرنسية 65 مليار يورو سنويا للتعليم لكن هذا القطاع لم يعد آلية للرقي الاجتماعي، فهو يشجع على التفاوت الطبقي وليس قادر على تشجيع تلاميذ العائلات المعوزة”.
وتبرز لوموند حقيقة التحديات التي ستواجهها فرنسا مستقبلا “التنافسية دوليا تقوم على المدرسة. وفي ظل العولمة، الصراع الاقتصادي يجري في ساحة المعرفة والابتكار، وبعد المانيا التي واجهت هذا سنة 2000، توجد فرنسا أمام هذا التحدي”.
وتحذّر الجريدة من انغلاق ومحدودية النموذج الفرنسي في تعميم المعرفة والمهنية والإبداع في وقت تحقق فيه دول أخرى تقدما على مستوى التعليم الأمر الذي يعطيها مكانة قوية سواء للإستمرار ضمن الكبار أو الانضمام الى نادي الدول الصاعدة بقوة.
واستعرضت جريدة لوموند آراء عدد من الباحثين الذين يحذرون من عدم ملائمة التعليم الفرنسي للتطورات العالمية ومحدوديته في الاعتماد على التكنولوجيات الحديثة مقارنة مع دول صاعدة. وستعمل الجريدة على طرح مختلف مظاهر التعثر في التعليم خلال الأعداد المقبلة.
وتتمحور أطروحة لوموند في معالجتها لهذه الملف في ربطها مستوى العليم بالتراجع الذي تسجله البلاد مقارنة مع باقي الدول لكبرى والصاعدة.
وتأتي التحقيقات التي بدأت لوموند في نشرها لتبرز المفارقة الكبير للتعليم في المغرب، حيث مازال مسؤولون كبار في الدولة المغربية يروجون للنموذج الفرنسي في وقت يتعثر هذا النموذج في فرنسا نفسها.
ويقتبس خبراء المجلس الأعلى للتعليم الذين يعينهم الملك من النموذج الفرنسي، كما يدافع بعض من أفراد المحيط الملكي على هذا النموذج معتقدين أنه الأنسب للمدرسة المغربية.
ويعتبر المغرب من الدول الإفريقية القليلة جدا التي تراهن على النموذج الفرنسي وتقتبس منه بينما تراهن باقي الدول على الجمع والمزج بين النموذج الأنجلوسكسوني ونماذج الدول الصاعدة.