بعد مرور شهر على تواجد الملك في فرنسا، نشطاء الفايسبوك ينوبون عن الطبقة السياسية ويتساءلون: أين هو الملك؟

الصورة الوحيدة التي دلت على وجود الملك في فرنسا نشرها مغربي في جداره في الفايسبوك

مر شهر كامل على تواجد العاهل المغربي الملك محمد السادس في فرنسا دون تقديم السلطات تبريرا مقنعا لهذا التواجد لاسيما وتزامن هذا والأزمة السياسية والاقتصادية التي تمر منها البلاد. وبدأ هذا الغياب يتسبب في تساؤلات وسط الرأي العام المغربي. وتقدم بعض وسائل الاعلام تفسيرات تتراوح ما بين العطلة المفتوحة الى احتمال المرض، ويحضر الموضوع بجرأة في شبكات التواصل الاجتماعي، والسؤال هو: أين هو الملك؟

واعتاد الملك محمد السادس قضاء فترات زمنية طويلة في فرنسا منها عطلة لقرابة شهرين سنة 2008، وكانت وقتها مصدرا لتساؤلات لكنها لم تصل الى مستوى القلق الذي عليه الآن. وغادر الملك المغرب نحو فرنسا يوم 9 مايو الماضي مباشرة بعد عودته من عطلة أخر في الخليج العربي دامت أسبوعين.

وجرى الحديث مرات عديدة عن عودة الملك، وكتبت الصحف عن قرب استقباله لزعيم حزب الاستقلال حميد شباط للحسم في بقاءه من عدمه في الائتلاف الحكومي برئاسة حزب العدالة والتنمية بعدما قرر حزب الاستقلال الانسحاب.

والمؤشرات الوحيدة حول النشاط الملكي تتجلى في رسائل ملكية يتم إرسالها الى زعماء بعض الدول أو المؤتمرات. وتقدم وكالة المغرب العربي لائحة هذه الرسائل التي تبقى بروتوكولية للغاية ولا تحتاج الى موافقة ملكية بقدر ما هي تقاليد وأعراف خاصة رسائل التهنئة بالعيد الوطني.

وتلتزم الطبقة السياسية الكلاسيكية الصمت ولم تطرح أي تساؤل علني حول” أين هو الملك؟ ولماذا لم يعد الملك؟ ولكنها تتحدث في هذا في الكواليس. وبدورها، تلتزم معظم الصحافة الورقية الموقف نفسه خوفا من مضاعفات فقدان الإشهار. وتحضر التساؤلات والمقالات في الصحافة الرقمية وشبكات التواصل الاجتماعي بحكم أنها توفر مستوى أعلى من حرية التعبير بسبب عجز السلطات التحكم فيها.

وقدمت بعض المواقع الرقمية روايات تتحدث أن الملك ينتظر أن يستقبله الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند، وأخبار أخرى تؤكد أن الملك يبحث الحل النهائي لنزاع الصحراء المغربية ومقالات تتحدث عن عطلة مفتوحة، وأخرى تبرز أنه لا يحب السياسة لهذا لا يستقبل سياسيين إلا نادرا و يحضر مؤتمرات الدولية إلا نادرا.

ومعظم هذه الأخبار لا تتوافق والواقع السياسي. فمن جهة لا يمكن لملك المغرب أن ينتظر أن يستقبله رئيس دولة فرنسا خاصة بالنسبة للمؤسسة الملكية متشددة في البروتوكول بشأن الزيارات والاستقبالات، ومن جهة أخرى، ليس هناك أي لقاءات حول الصحراء يجريها الملك في فرنسا لاسيما بعد التطورات الأخيرة التي جعلت مقترح الحكم الذاتي يفقد الكثير من جاذبيته.

ولعل التعاليق والتفسيرات الأكثر جرأة هي الواردة في شبكات التواصل الاجتماعي وعلى رأسها الفايسبوك. وتوجد تعاليق تدخل ضمن السخرية السياسية التي تحمل خطابات معنية أو تكون مجرد مزحة ومنها نشر صورة الملك في برنامج مختفون وكأنه يجري البحث عنه. وهناك من أعلن عن انتخابات ملكية طالما منصب الملك شاغرا، في تذكير لغلاف شهير مجلة لوجورنال التي كانت قد نشرت صورة للعرش بدون ملك في معالجة لعطلته الطويلة سنة 2008. وتوجد صورة طريفة لرئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران يعزف العود ويستجدي الملك العودة.

وبعيدا عن المزاح والنكثة السياسية في الفايسبوك سواء بسوء نية أو بحسن نية،  وأمام عدم تقديم تفسير مقنع لغياب الملك كل هذه المدة، يبقى التساؤل الذي يردده الكثيرون في الكواليس وفي شبكات التواصل الاجتماعي، أين هو الملك؟ بحكم مركزية المؤسسة الملكية في الحياة السياسية. ويضيفون: وهل يمكنه أن يستمر في فرنسا والمغرب يعيش أزمة سياسية واقتصادية خطيرة؟

Sign In

Reset Your Password