بعد شهر العسل، التوتر يخيم على العلاقات بين الجزائر وموريتانيا بسبب ملفات مالي وليبيا والأمن

الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة رفقة نظيره الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في لقاء سابق

أقدمت موريتانيا على طرد المستشار الأول في السفارة الجزائرية بلقاسم شرواطي بسبب محاولته التأثير على الصحافة الرقمية، ويعتبر قرار الطرد تتويجا لسلسلة من التصادم الدبلوماسي بين البلدين على خلفيات ملفات متعددة على رأسها الوضع في دول الساحل ومنها مالي.

وتفيد الصحافة الرقمية الموريتانية بوقوف الدبلوماسي الجزائري وراء نشر خبر يتضمن اتهام نواكشوط للمغرب بإغراق شمال البلاد بالمخدرات، وما يترتب عن ذلك من خطر حقيقي على الأمن في منطقة الساحل. وقررت سلطات نواكشوط مطالبته بمغادرة البلاد لتنافي ماي قوم به مع مهامه الدبلوماسية.

فقد غادر الدبلوماسي الجزائري موريتانيا يوم الأربعاء الماضي نحو الجزائر، واعتبر نفسه ضحية مؤامرة. ولم تتردد جريدة الشروق اليومي في اعتبار ما يجري هو محاول تقرب بين المغرب وموريتانيا.

وتفرض سلطات نواكشوط تأثير البعثات الأجنبية على الصحافة الموريتانية، وسبق وأن نبهت دبلوماسيين الى ذلك، لكنها لم تصل الى الطرد المباشر إلا في حالة الدبلوماسي الجزائري المذكور. ولم تصدر وزارة الخارجية في نواكشوط بيانا تبرر فيه الطرد بل تولت الصحافة تقديم تأويل مفاده محاولة الدبلوماسي الجزائري الإساءة الى علاقات موريتانيا الخارجية، في إشارة مفترضة الى موضوع المخدرات.

وتعتبر حالة الدبلوماسي الجزائري المظهر الذي يبرز التوتر السائد في العلاقات بين البلدين منذ أكثر من سنة، إذ لا يمكن لموريتانيا طرده بسبب ما قيل حول شكاية سلطات نواكشوط للأمم المتحدة من القنب الهندي لأن الشكاية موجودة في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون في الفقرة 18. واشتكت موريتانيا من القنب الهندي القادم من الحدود الشمالية، ولكن التقرير لا يذكر اسم المغرب.

ومنذ بداية سنة 2014، وقعت مواجهات صامتة بين الجزائر وموريتانيا، فالأخيرة قامت بمبادرات في ملف أزمة دول مالي عندما احتضنت مراسيم توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار بين حركة الأزواد وحكومة مالي خلال مايو من السنة الماضية. وقامت الجزائر لاحقا بتهميش نواشكوط في المفاوضات التي أشرفت عليها بين حكومة مالي وحركات شمال البلاد ومنها الأزواد، حيث لم تسفر عن التوقيع النهائي حتى الآن.

ورفضت موريتانيا سياسة الجزائر في ليبيا بعدم التدخل العسكري، وطالبت بالتدخل العسكري في ليبيا للقضاء على الإرهاب. واتهمت صحافة الجزائر نواكشوط بالتنسيق مع دول غربية مثل فرنسا وعربية مثل مصر لفرض التدخل العسكري في ليبيا.

في الوقت ذاته، عمدت موريتانيا خلال فبراير من السنة الماضية الى تهميش الجزائر بعدما أسست تجمع دول الساحل المشكل من موريتانيا وبوركينا فاسو ومالي وتشاد والنجير. وتعتبر الجزائر الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز منافسا ومعرقلا لوساطاتها السياسية لها في منطقة الساحل.

ولا يتردد الدبلوماسيون الجزائريون في الإيحاء بأن الجزائر كانت وراء بزوغ اسم محمد ولد عبد العزيز عندما ساعدته في رئاسة الاتحاد الإفريقي خلال الدورة الرئاسية السابقة، وهو ما تعتبر الأوساط الموريتانية بمثابة إهانة في حق بلدهم.

 

مقالات سابقة في ألف بوست  تتحدث عن جذور الأزمة

فبراير 2014: موريتانيا تستقل دبلوماسيا بإبعادها المغرب والجزائر عن قمة دول الساحل لمعالجة الأمن والتنمية

مايو 2014: على حساب نفوذ المغرب والجزائر، موريتانيا تنجح في توقيع حكومة مالي وحركة الأزواد على اتفاقية وقف إطلاق النار

ديسمبر 2014: أزمة بين موريتانيا والجزائر بسبب معالجة الملف الليبي

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password