بعد اختيار رئيس حكومة الحكم الذاتي، كتالونيا تبدأ مسيرة الاستقلال عن اسبانيا

رئيس حكومة الحكم الذاتي الجديد لكتالونيا

اختار البرلمان الكتالاني رئيسا جديدا لحكومة الحكم الذاتي في هذا الاقليم وهو الذي تعهد بالدفاع عن استقلال كتالونيا عن باقي اسبانيا. وهذا القرار يقلق مكونات الدولة الإسبانية لتزامنه مع غياب حكومة مركزية بعد التشتت السياسي في أعقاب الانتخابات التشريعية التي جرت يوم 20 ديسمبر الماضي.

وكان إقليم كتالونيا قد شهد انتخابات تشريعية خلال سبتمبر الماضي، ومنحت الفوز للأحزاب القوية وهي ائتلاف “جميعا من أجل نعم” المكون من حزبي التوافق الديمقراطي الكتالاني وحزب اليسار الجمهوري وحزب مستقل وهو “اللائحة الموحدة للشعب”. لكن نواب الحزب الأخير رفضوا المصادقة على المرشح لرئاسة حكومة الحكم الذاتي أرثور ماس، متهمين إياه بالتورط في الفساد المالي.

وبعد أربعة أشهر من المفاوضات العسيرة، اتفقت الأحزاب السياسية الثلاثة يوم السبت الماضي على اختيار مرشح جديد وهو كارلس بوغدمينت ويشغل رئيس بلدية خيرونا، وصادق البرلمان يوم الأحد الماضي عليه رئيسا لحكومة الحكم الذاتي.

وكان برلمان كتالونيا قد صادق خلال نوفمبر الماضي على قرار يلزم الحكومة المقبلة باتخاذ الخطوات الضرورية للانفصال عن اسبانيا. ووفق الوثيقة المصادق عليها في هذا التاريخ فالحكومة المقبلة لكتالونيا ملزمة بإعلان دستور خاص بالإقليم واتخاذ الخطوات الرئيسية من أجل إنشاء مصلحة الضرائب ومصلحة الضمان الاجتماعي، وعدم الامتثال لقرارات حكومة مدريد المركزية، بينما تتوفر مسبقا على جهاز شرطة لحفظ الأمن.

وتعهد كارلس بوغدمينت بتطبيق قرارات البرلمان الخاصة بالسير نحو إعلان الدولة الكتالانية.وتشير مختلف التقارير الاعلامية وخاصة التحليلية منها الى أن رئيس الحكومة الكتالانية الجديد يعتبر من الراديكاليين في مواقفه السياسية.

وشكل الاتفاق قنبلة سياسية وسط الأحزاب الوطنية الإسبانية والحكومة المؤقتة لأنه يعني مباشرة انتقال كتالونيا الى مرحلة الاستقلال والانفصال عن اسبانيا.

والمفارقة هو أن هذا التطور يتزامن والتشتت الذي تعيشه اسبانيا بعد الانتخابات التشريعية يوم 20 ديسمبر الماضي، حيث لم تمنح الأغلبية لأي حزب سياسي قادر على تشكيل الحكومة. وطالب رئيس الحكومة المؤقتة ماريانو راخوي من الحزب الشعبي المحافظ دعم باقي الأحزاب الوطنية وعلى رأسها الحزب الاشتراكي لتشكيل حكومة قوية لمواجهة الانفصال.

وتاريخيا، تشهد اسبانيا حركة قومية قوية في بعض الأقاليم وعلى رأسها بلد الباسك وكتالونيا وبشكل أقل غاليسيا، حيث ترفض البقاء ضمن هذا البلد الأوروبي.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password