تستعد اسبانيا الى إطلاق قمر اصطناعي بعدما وجدت نفسها متأخرة أمام كل من المغرب والجزائر، البلدان اللذان أطلقا قمرين اصطناعيين لأهداف عسكرية وتجسسية ومدنية خلال الشهور الماضية. ويفرض سباق التسلح المتنوع بين المغرب والجزائر إيقاعا على اسبانيا ليست راغبة فيه لاسيما في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها.
وكان المغرب قد أطلق في منتصف نوفمبر الماضي قمرا اصطناعيا لأهداف عسكرية وتجسسية ومدنية، ويحمل اسم محمد السادس وهو من صنع فرنسي. ويعتبر من الناحية التقنية متطور نسبيا نظرا للمعلومات التي يوفرها عن كثير من مناطق العالم وخاصة المناطق الحيوية للمغرب مثل الجزء العلوي من القارة الافريقية بما فيها الجزائر وموريتانيا ثم جزء هام من أوروبا والبحر الأبيض المتوسط.
ولم تتأخر الجزائر في إطلاق قمر اصطناعي خلال الشهر الماضي باسم ألكومسات 1، وتولت الصين إطلاقه في الفضاء بعدما تولت فرنسا إطلاق القمر المغربي. ويعتبر هذا القمر الاصطناعي الرابع الذي تطلقه الجزائر بعد تجارب سابقة مع فرنسا وبريطانيا. ويهدف القمر الاصطناعي الى توفير خدمات الاتصالات وكذلك خدمات عسكرية.
ووجدت اسبانيا نفسها في موقف متأخر مع الجارين الجنوبيين، وكانت جريدة الباييس قد نشرت خلال نوفمبر الماضي أن الفارق العسكري في الرصد يضيق بين المغرب واسبانيا بعد إطلاق الأول لقمره الاطناعي، حيث يمكنه تصوير مختلف المناطق في اسبانيا، الأمر الذي لم يكن يحدث في الماضي.
وعملت اسبانيا منذ سنوات، اي منذ بدء المغرب والجزائر في الاعلان عن نيتهما الحصول على أقمار اصطناعية متطورة، على صناعة أول قمر اصطناعي متطور من طرف خبراء أغلبهم اسبان، ويسمى هذا القمر “السلام”. وبعد سنوات طويلة من البحث سيجري إطلاقه نهاية الشهر الجاري أو بداية المقبل انطلاقا من كاليفورنيا الأمريكية.
وسيوفر القمر الاصطناعي للدولة الإسبانية معطيات عسكرية هامة بتصوير مختلف مناطق العالم خاصة وأنها منخرطة في الكثير من عمليات حفظ السلام وفي مكافحة الإرهاب في مناطق منها منطقة الساحل الافريقي. وفي الوقت ذاته ستستعمله شركات مثل الاتصالات لأغراض مدنية محضة.
وكانت اسبانيا تضمن ومازالت تستمر في ضمان تفوق عسكري على المغرب والجزائر لاسيما استفادتها من عضويتها في الحلف الأطلسي، لكن سباق التسلح الذي دخل فيه المغرب والجزائر خلال العقد الأخير يجبرها على تحديث ترسانتها العسكرية. فقد عمدت الى تطوير أسطولها البحري بعد اقتناء المغرب والجزائر فرقاطات حربية متطورة. كما تنوي اقتناء مقاتلات أمريكية من نوع ف 35 لعد اقتناء المغرب ف 16 والجزائر لطائرات روسية متطورة من نوع ميغ ووسوخوي. والآن ينتقل الأمر الى القمار الاصطناعية العسكرية.
وتضغط المؤسسة العسكرية الإسبانية على الحكومة في مدريد للرفع من ميزانيتها بشكل تدريجي لضمان التفوق على المغرب والجزائر عسكريا، ولكي لا يؤثر سباق التسلح بين البلدين على قدرات اسبانيا العسكرية.