بالموازاة مع برودة العلاقات بين الرباط ونواكشوط، موريتانيا ترأس الاتحاد الإفريقي في وقت يرغب فيه الأخير دعم البوليساريو دوليا

الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة رفقة الموريتانيا محمد ولد عبد العزيز

تولت موريتانيا رئاسة الاتحاد الافريقي في وقت تمر منه العلاقات بين الرباط ونواكشوط ببرودة واضحة. وقد تسجل توترا بسبب ملف الصحراء المغربية لأن بعض الدول الإفريقية وعلى رأسها الجزائر  ترغب في أن يلعب الاتحاد دورا رئيسيا في البحث عن حل لنزاع الصحراء ودائما لصالح البوليساريو، وبالتالي على نواكشوط تنفيذ هذه المبادرات.

وأصبحت موريتانيا رئيسة الاتحاد الافريقي منذ أسبوعين بعد اختيارها في هذا المنصب في القمة التي احتضتها العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وتبرز وكالة الأنباء الموريتانية “الأخبار” (مستقلة غير تابعة للدولة) يوم 2 فبراير الجاري نقلا عن مصادر الدور الكبير الذي لعبته الجزائر في اختيار موريتانيا.

وتكتبت في هذا الصدد ” إن الجزائر لعبت دورا قويا لدفع موريتانيا لرئاسة الإتحاد و ذلك نكاية بالمغرب التي قطعت الطريق أمام طموح موريتانيا للحصول على عضوية منصب غير دائم بالأمم المتحدة سنة 2011، بعد أن كانت الجزائر تقف بقوة وراء ترشح موريتانيا للمنصب المذكور.

في الوقت ذاته، وجدت الجزائر في موريتانيا أحسن حليف ينفذ مخططاتها بعدما غادر رمطان العمامرة الشؤون الافريقية وتولى وزارة الخارجية الجزائرية، وهو الذي كان من صناع القرار الافريقي، وخلفه لا يمتلك التأثير الكافي إفريقيا.

وتعود برودة العلاقات بين الرباط ونواكشوط الى قرار المغرب عدم تأييد انضمام موريتانيا الى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سنة 2011 لاعترافها بجبهة البوليساريو، ولا يؤيد المغرب عضوية الدول التي تعترف بالبوليساريو دولة الى مجلس الأمن.

ومنذ ذلك التاريخ والعلاقات بين البلدين تمر ببرودة واضحة بل وبتوتر جراء بعض القرارات التي اتخذتها موريتانيا ضمن ردود فعلها على الموقف المغربي وعلى رأسها تقليل الرحلات الجوية للخطوط الملكية المغربية نحو موريتانيا وطرد مراسل وكالة المغربي العربي للأنباء والاعتراض على اعتماد دبلوماسي مغربي معين قنصلا في نواكشوط علاوة على رفض الرئيس ولد عبد العزيز استقبال وفد مغربي عندما كان في مستشفى بباريس. وفي الوقت ذاته، تراجعت عن فتح قنصلية موريتانية في مدينة العيون كانت قد وعدت الرباط بها سابقا ثم ميلها الى تكليف قوات المينورسو بمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء.

ورفعت موريتانيا من علاقاتها بجبهة البوليساريو تعاملت معها على أنها دولة خاصة وأن نواكشوط تعترف بما يسمى “الجمهورية الصحراوية العربية الدمقراطية” المعلنة من طرف واحد.

وتأتي رئاسة موريتانيا للاتحاد الافريقي في وقت يرغب فيه الاتحاد الافريقي لعب دور رئيسي في نزاع الصحراء، وهو ما سطر عليه في القمة الأخيرة في أديس أبابا. وتعتبر موريتانيا منفذة قرارات الاتحاد الافريقي دوليا بشأن الصحراء بسبب رئاستها لهذه الهيئة.

ولن يساهم رئاسة موريتانيا للاتحاد الإفريقي الذي غادرة المغرب سنة 1984 في تحسين العلاقات بين الرباط ونواكشوط بل سيزيدها برودة.  ومن عناوين هذه البرودة أنه ضمن تركيز الملك محمد السادس دبلوماسيا على إفريقيا لا تدخل موريتانيا في أجندته في الوقت الراهن.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password