بإرساله أسلحة والصمت على الجرائم.. الغرب لن يسمح بنكسة تاريخية في الشرق الأوسط بهزيمة إسرائيل

لماذا يكثف الغرب وخاصة الولايات المتحدة من إرسال الأسلحة والقوات العسكرية الى إسرائيل؟ هذا هو السؤال المحوري الذي يثير الكثير من التكهنات، وإن كانت كلها تصب في الشكوك حول القدرة العسكرية لإسرائيل ثم أن الغرب لن يسمح بانتكاسة عسكرية جديدة بعد أوكرانيا.

منذ بداية الحرب بين الفلسطينيين في قطاع غزة وإسرائيل، وجهت واشنطن حاملة الطائرات “جيرالد فورد” الى مياه شرق المتوسط، وينتظر وصول حاملة الطائرات ايزنهاور بداية الشهر المقبل الى المنطقة، إذ توجد الآن في منتصف المحيط الأطلسي بعدما غادرت منذ أيام قاعدة نور فولك، أكبر قاعدة عسكرية في العالم. في الوقت ذاته، أرسل البنتاغون مقاتلات جديدة الى المنطقة آخرها ما أعلن عنه الأربعاء من الأسبوع الجاري من إرسال مقاتلات إف 16 والطائرة أ 10 المتخصصة في الحروب البرية علاوة على المقاتلات المتمركزة في القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط. ويضاف إلى هذا، وصول أنظمة مضادة للصواريخ والطيران، البعض يعلن عنه مثل الولايات المتحدة، والبعض الآخر لا يعلن عنه مثل حالة فرنسا.

ومن خلال نوعية الأسلحة التي توجهها الولايات المتحدة إلى المنطقة وكذلك تصريحات المسؤولين وعلى ضوء ما حدث يوم 7 أكتوبر، هذه المؤشرات تشير الى عدم الحسم في قرار التقدم البري للجيش الاستعماري في أراضي غزة لسببين:

في المقام الأول، اعتقاد البنتاغون بحاجة إسرائيل إلى دعم عسكري واستخباراتي حقيقي بعد نكسة 7 أكتوبر. إذ سقطت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، هذا الجيش الذي يقوم حاليا بما يعرف “حرب الجبناء” المتمثلة في استغلال تفوقه الجوي لقتل الأبرياء من المدنيين. كما يعتقد البنتاغون بعدم قدرة إسرائيل على شن حربين في قطاع غزة وفي الشمال في مواجهة حزب الله وخاصة في مواجهة هذا الأخير.

ومن المعطيات العسكرية التي تقلق البنتاغون هو الاعتقاد في توفر حزب الله على مضادات طيران متطورة، الأمر الذي سيزيد من صعوبة سلاح الجو الإسرائيلي في حالة توسع الحرب. كما يعتقد البنتاغون بتوفر حزب الله على صواريخ متطورة لا تقارن بالصواريخ التي تمتلكها الحركات المسلحة في قطاع غزة، بل يوجد له اقتناع بتخطيط حزب الله لعملية استباقية. وعلاوة على الطائرات المقاتلة المكدسة في الشرق الأوسط، أرسل البنتاغون الى إسرائيل سلاحين دالين على التخوف من انخراط حزب الله في الحرب، طائرات أ 10 المتخصصة في الحرب البرية وخاصة حرب العصابات لأن المقاتلات مثل إف 15 لا تصلح لحرب العصابات، ثم نظام الثاذ المضاد للصواريخ، وهو نظام متطور يفوق بكثير نظام باتريوت، وإرساله الى إسرائيل يؤكد التخوف من التطورات المقبلة. ويضاف الى كل هذا، أرسل البنتاغون آلاف من جنود كوماندو المارينز المدربين على حرب العصابات ومستشارين عسكريين برتبة جنرال لمساعدة إسرائيل.

في المقام الثاني، تساءل أكثر من محلل للوضع في الشرق الأوسط كيف هبّ زعماء الغرب من الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى رئيس الحكومة الإيطالية ميلاني ثم رئيس الحكومة البريطانية سوناك والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لزيارة إسرائيل، وذلك للتعبير عن تضامن مطلق وغير مشروط مع الكيان في وقت يرتكب فيه مجازر ضد الأطفال. من جهة، تعتبر إسرائيل حاملة طائرات الغرب في المنطقة لضرب أي وحدة، ومن جهة أخرى لا يمكن للغرب التعرض لنكسة جديدة مثل نكسته في أوكرانيا بعد فشل الهجوم المضاد ضد القوات الروسية وفرض موسكو واقعا عسكريا.

وتأخذ قضية فلسطين بعدا أكبر لأن الحرب أصبحت ذات طابع حضاري بنكسة صليبية غربية. وهذا هو الذي يجعل الغرب يقدم أحدث الأسلحة لإسرائيل ولا يطالبها بوقف عمليات قتل المدنيين وخاصة الأبرياء، اعتقادا منه في ضرب معنويات الشعب الفلسطيني بهذه الجرائم.

Sign In

Reset Your Password