BBC – كان عمالقة التكنولوجيا في اليابان يتصدرون المجال في العالم بأسره. كانت منتجات سوني وباناسونيك وشارب من الافضل والاوسع انتشارا في العالم. والآن اصبحت هذه الشركات تواجه مصاعب كبيرة وتخسر مليارات الدولارات. فكيف كبا العملاق؟
روبرت وينغفيلد هيز مراسل بي بي سي في طوكيو يبحث أسباب ما حدث.
اذا كنت تريد ان تعلم ما حل بصناعة التكنولوجيا في اليابان، فما عليك إلا ان تستقل ميترو طوكيو.
يوجد في معظم خطوط المترو في اليابان تغطية لشبكات الهاتف المحمول وخدمات التزود بالانترنت عبر الهاتف النقال. ولكن ليس مسموحا بالتحدث في الهاتف في المواصلات العامة في اليابان. ولهذا كانت معظم ركاب عربة المترو يستخدمون الهاتف في ارسال الرسائل النصية.
ولكن ماذا كانت انواع الهواتف التي يستخدمونها؟ يظهر مسح سريع أن نحو 80 بالمئة منهم يستخدمون هواتف ابل.
لم يكن ما قمت به احصائية مبنية على اسس علمية ولكن الادلة واضحة للغاية. بينما كان الجميع يستمع الى ووكمان سوني سابقا، اصبح الجميع الان يستخدم اجهزة ابل وسامسونغ، حتى هنا في عقر دار سوني.
ويمكن رؤية الدليل على ذلك أيضا في النتائج المالية للشركات اليابانية، فسوني تعاني خسائر مالية شديدة.
ولكن كيف تغير الحال؟
وفقا للخبير الاقتصادي غيرهاد فاسول المقيم في طوكيو، عمالقة اليابان لم يواكبوا الثورة الرقمية.
ويقول فاسول إن عمالقة التكنولوجيا في اليابان بنوا مجدهم على صناعة الات الكترونية معقدة مثل اجهزة التلفزيون الملون والراديو واجهزة التسجيل والثلاجات والغسالات.
بالطبع احتوت هذه الاجهزة على مكونات الكترونية، ولكنها كانت في الاساس آلات ميكانيكية معقدة.
ولكن الثورة الرقمية جاءت وغيرت العالم.
التحدي الرقمي
ويقول فاسول “جهاز ووكمان سوني مثال جيد. لم يكن به اي برمجيات بل كان مبنيا بصورة كلية على اجزاء ميكانيكية. والآن يتعين عليك ان يكون لديك شركة مبنية على البرمجيات وهو امر مختلف تماما”.
فلم تغير الثورة الرقمية كيفية عمل الاجهزة فحسب، بل أنها احدثت تغييرا كبيرا في سبا صناعتها.
تغير نموذج التصنيع حيث نقلت الدول التصنيع مصانعها الى دول ذات تكاليف انتاج منخفضة. وهذا ادى الى خفض كبير في ربحية الشركات اليابانية.
ويقول فاسول “انظر إلى اجهزة الايبود والايفون على سبيل المثال. يصل هامش الربحية لابل الى 50 بالمئة على الاقل عن هذه الاجهزة. الناس يقولون إن الايفون يصنع في الصين ولكن 3 بالمئة فقط من ارباحه تبقى في الصين”.
ولم ترد باناسونيك او شارب على طلب بي بي سي لإجراء مقابلة معها، ولهذا ذهبت لمقابلة رئيس العملاق الياباني الثالث.
هيروكي ناكانيشي هو رئيس شركة هيتاشي، وهو رجل في السادسة والستين من العمر ويجيد اللغة الانجليزية.