تعيش فرنسا حالة من الارتباك السياسي بعدما أظهرت استطلاعات الرأي مجددا تقدم الجبهة الوطنية المتطرفة ذات الأطروحات العنصرية عن باقي الأحزاب الكلاسيكية واحتمال فوزها في الانتخابات الخاصة بالبرلمان الأوروبي وهي التي تحمل خطابا معاديا لأوروبا.
وجاء في استطلاع لجريدة جورنال دو ديمانش أول أمس الأحد أن الجبهة الوطنية بزعامة ماري لوبين تتقدم في استطلاعات الرأي الخاصة بالانتخابات الأوروبية المقبلة ب 23% من الأصوات ويليها حزب “اتحاد الحركات الشعبية” اليميني المحافظ بينما يحتل الحزب الاشتراكي الحاكم المركز الثالث ب 18% من الأصوات ويأتي يمين الوسط في المركز الرابع ب 11%. وحصل حزب جبهة اليسار على 9% والخضر على 7%.
وفي تحليل لها، كتبت الجريدة الرقمية الواسعة الانتشار RUE89 أن الفضل في تقدم الجبهة الوطني يعود الى أسباب متعددة على رأسها استياء الرأي العام من الحزب الاشتراكي الحاكم بزعامة الرئيس فرانسوا هولند الذي لم يفي بوعوده الانتخابية وخاصة في مجال الشغل حيث تستمر العطالة في الارتفاع. وفي الوقت نفسه، استياء الفرنسيين من سياسة الاتحاد الأوروبي التي أبانت عن فشل في تدبير الأزمة.
وتمضي في تحليلها الى استغلال الجبهة الوطنية لهذا اليأس وسط المجتمع لتتحول الى القوة السياسية الأولى وفق مختلف استطلاعات الرأي التي جرت خلال الشهور الأخيرة وآخرها استطلاع أول أمس عن مؤسسة إيفوب الشهيرة. وتروج الجبهة الوطنية لخطاب معادي لأوروبا وقائم على ما هو قومي فرنسي ومعادي لكل ما هو أجنبي لاسيما الأجانب المسلمين.
ويرى محللون آخرون في تزعم الجبهة الوطنية لاستطلاعات الرأي انتكاسة حقيقية لفرنسا وسط المنتظم الدولي بحكم أن هذا الحزب القومي المتطرف يدافع عن أطروحات عنصرية بينما تعتبر أنها ساهمت فرنسا في تطوير حقوق الإنسان والحقوق السياسية بفضل الثورة الفرنسية.
وفي الوقت نفسه، تعتبر انتكاسة لأن زعامة فرنسا في البرلمان الأوروبي ستعود الى حركة سياسية تعادي الوحدة الأوروبية بينما كانت باريس من مؤسسي الوحدة الأوروبية خلال الخمسينات ومحركها السياسي.