حذّر الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس أن الجبهة الوطنية المتطرفة يمكن أن تقود فرنسا الى حرب أهلية بسبب أطروحاتها العنصرية. وتأتي تصريحاته بعدما تحولت الجبهة الى أكبر حزب سياسي في البلاد.
وتعيش فرنسا على إيقاع فوز الجبهة الوطنية بزعامة ماري لوبين في الدور الأول من الانتخابات الاقليمية في البلاد التي جرت الأحد الماضي، وذلك بعدما حصلت على قرابة 28% من الأصوات وفازت بستة إدارات إقليمية من أصل 13.
وتقدمت الجبهة على أكبر حزبين: الجمهوريون بزعامة نكيولا ساركوزي الذي يمثل اليمين المحافظ والحزب الاشتراكي الحاكم بزعامة فرانسوا هولند. واعتبر المحللون هذا التقدم فشلا ذريعا للطبقة الكلاسيكية التي حكمت البلاد خلال العقود الأخيرة.
وفي تصريحات في مهرجان خطابي يوم الجمعة من الأسبوع الجاري وعلى بعد يومين من الدور الثاني من الانتخابات الجهوية يوم الأحد 13 ديسمبر، قال مانويل فالس “الجبهة الوطنية حزب يرغب في الخروج من الاتحاد الأوروبي، من عملة اليورو ومن السياسة الرزاعية المشتركة. سياسة التفرقة والتمييز التي ينهجها ستؤدي بنا الى الحرب الأهلية”.
وتعتبر تصريحات فالس قوية للغاية وتدخل في إطار استراتيجية التنبيه من صعود الجبهة الوطنية، حيث تستقطب الكثير من أصوات الشباب والطبقة العاملة، وبدأت تخلق حالة من اللاستقرار السياسي في البلاد.
وتنتظر فرنسا ومجموع أوروبا بل وحتى الدول العربية التي لديها جاليات كبيرة في فرنسا مثل المغرب والجزائر وتونس نتائج الانتخابات الاقليمية لمعرفة القوة الحقيقية للجبهة الوطنية. وسيترتب عن تحولها الى القوى السياسية الأولى الى تشجيع اليمين المتطرف في القارة الأوروبية ومعه ارتفاع التوتر بين مختلف الجاليات والثقافات.