الملك محمد السادس والأمراء رشيد وهشام وإسماعيل في المنفى الاختياري بين فرنسا والولايات المتحدة

صورة من فترة "السبات الدبلوماسي"
الملك محمد السادس في فرنسا رفقة شاب التقط معه صورة ووضعها في الفايسبوك ليتبين للرأي العام وجود الملك خارج البلاد

 

لم يسبق لأفراد العائلة الملكية المغربية أن كانوا في المنفى إلا مرتين، الأولى اضطراريا عندما جرى نفي الملك محمد الخامس رفقة أفراد عائلته الى مدغشقر سنة 1953، والثانية في الوقت الحالي وهو منفى اختياري للملك محمد السادس في فرنسا ورفقته مولاي إسماعيل في حين يوجد الأمير مولاي رشيد في هاواي الأمريكية واختار الأمير مولاي هشام كاليفورنيا، باستثناء ولي العهد مولاي الحسن القاصر السن الذي يتابع دراسته في الرباط.

وتاريخيا، شهد المغرب منفى العائلة الملكية سنة 1953 من خلال الترحيل القسري للملك محمد الخامس وعائلته وخاصة ولي العهد مولاي الحسن الذي سيصير الملك الحسن الثاني وشقيقه الأمير مولاي عبد الله رفقة الأميرات. وتحتفظ الذاكرة والمخيال الشعبي بذلك الفصل من تاريخ المغرب حتى وصل الأمر الى الادعاء برؤية الملك محمد الخامس في القمر. ومنحت تلك المحنة للمؤسسة الملكية شرعية جديدة بعدما كانت قد فقدتها في الماضي بسبب دور بعض الملوك في دخول الاستعمار منها “صبيانيات” الملك مولاي عبد العزيز ثم شقيقه مولاي عبد الحفيظ الذي وقع وثيقة الاستعمار سنة 1912.

 وبعد ستين سنة، يتكرر سيناريو منفى العائلة الملكية ولكن بشكل مختلف للغاية. فأغلب أفراد العائلة الملكية الملك والأمراء وخاصة الأمراء الكبار يوجدون في الخارج في منفى طوعي. في هذا الصدد، يتواجد الملك محمد السادس في فرنسا منذ شهر، ولم يقدم الديوان الملكي أي تفسير لهذا الغياب المثير والغامض والمبهم رغم ارتفاع الانتقادات.  ويمكن تفسير هذا الغياب بمنفى اختياري يقدم عليه الملك بين الحين والآخر لأسباب ترفيهية وليس سياسية نهائيا. وسبق للملك أن اقدم على البقاء في الخارج لفترات طويلة خاصة في فرنسا والكاريبي وجنوب شرق آسيا ما بين 2004 و2009.

ويوجد برفقة الملك، الأمير مولاي إسماعيل الذي يتحرك مع الملك دائما يظهر في المناسبات التي يكون فيها ويختفي باختفاءه. كما اختار الأمير مولاي رشيد الإقامة في الولايات المتحدة منذ سنوات وخاصة في جزر هواي. وبدوره، اختار الأمير مولاي هشام ومنذ سنوات طويلة الإقامة في الولايات المتحدة حيث يعمل في جامعة استانفورد.

والمقارنة بين الأمس واليوم، فمنفى العائلة الملكية في الماضي كان اضطراريا ولصالح الوطن، بينما المنفى الاختياري للملك والأمراء لا يصب نهائيا في مصحلة الوطن في وقت يفقد فيه المغرب الكثير من أوراق الصحراء ويمر بأزمة اقتصادية شائكة للغاية. وقد بدأت الصحافة الرقمية وشبكات التواصل الاجتماعي، تنوب عن الصحافة الكلاسيكية المكبلة، في طرح أسئلة جوهرية حول مستقبل المؤسسة الملكية في ظل غياب الملك والأمراء رغم الأزمة السياسية والاقتصادية التي تمر منها البلاد.

Sign In

Reset Your Password