يزور العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس المغرب ما بين 15 الى 17 من الشهر الجاري في زيارة رسمية، تعتبر الثانية من نوعها الى المغرب، وهذه أول مرة يقوم فيها بزيارتين رسميتين الى بلد في ظرف أقل من عشر سنوات، الأمر الذي يبرز مدى رهان مدريد على تطوير العلاقات الثنائية لتفاجي أزمات مستقبلية.
وأكدت وزارة الخارجية الإسبانية في بيان رسمي لها أن زيارة الملك خوان كارلوس تأتي بدعوة من الملك محمد السادس، وكان قد جرى تأجيلها سابقا بسبب العملية الجراحية التي خضع لها الملك في بداية مارس الماضي وتطلبت منه تجميد كل الزيارات والمناسبات الرسمية.
وتعتبر هذه الزيارة رسمية عكس تلك التي قام بها خوان كارلوس في شهر مايو 2011 الى مراكش واستغرقت أسبوعا كاملا، ولكنها كانت خاصة رغم عقده لقاءا مع الملك محمد السادس الذي خصص له استقبالا رسميا.
وهذه الزيارة التي يرافق يها الملك عدد من الوزراء تعتبر ثان زيارة رسمية لخوان كارلوس الى المغرب بعد تلك التي قام بها في يناير 2005. ولم يسبق للملك خوان كارلوس أن قام بزيارة رسمية الى بلدين في أقل من عقد خاصة مع استمرار الحاكم نفسه، وقام مثلا بزيارات الى الولايات المتحدة ولكن مع مجيئ رؤساء جدد.
ويجري الحديث عن الطابع الاقتصادي للزيارة لاسيما وأن البلدين يعتبران الأزمة الاقتصادية الحالية فرصة لتطوير العلاقات نحو الرفع من التبادل التجاري والاستثمارات، إلا أن هذه الزيارة لها أهداف سياسية رئيسية وتتجلى في توظيف الاقتصاد لتفادي أزمات سياسية مستقبلا. وتشهد العلاقات الاقتصادية بين البلدين مرحلة هامة لاسيما التبادل التجاري.
في هذا الصدد، تراهن اسبانيا كثيرا على هذه الزيارة في محاولة منها لإعطاء العلاقات الثنائية قفزة نوعية تجعلها تتجنب التوترات والأزمات التي تظهر بين الحين والآخر. وعمليا، تذهب مدريد والرباط في هذا الاتجاه. فإسبانيا تتبنى سياسة معتدلة في كل الملفات بما فيها ملف الصحراء عندما تحفظت على دعم المخطط الأمريكي الرامي الى تكليف مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء المغربية. ومن جانبه، جمد المغرب الكثير من ملفات التوتر ومنها مطالبته بسبتة ومليلية.