اعتبر أئمة جزائريون مقميون بفرنسا ان حرب الوصاية على المساجد بين الجزائر والمغرب في هذا البلد الاوروبي قد آلت إلى المغاربة ، معتبرين ان عدد دور العبادة الإسلامية التي كانت تابعة لمسجد باريس التي يشرف علهيا عميد جزائري قد تراجعت بشكل مهم.
ويطمح المغرب والجزائر الرسميان إلى السيطرة على تسيير الشان الديني لجالياتهما بالبلدان الاوروبية، لضمان ما يعتبرونه بالامن الروحي لمواطنينهم، ويتفرع الصراع على تسيير المساجد في الدول والاوربية ليس فقط بين الدولتين الجارتين بلي أيضا بين سلطات تلك البلدان وقوى دينية معارضة كما هو الشان مثلا في حالة المغرب مع جماعة العدل والإحسان.
وابرزت صحيفة الشروق الجزائرية مؤخرا أن الجزائر “فقدت وصايتها على المئات من المساجد في فرنسا في السنوات الاخيرة “، مشيرة إلى “ان شبكة محمد السادس المغربية أضحت منافسا شرسا اكثر تنظيما في استقطاب المساجد”.
واوضح إمام مسجد مارسليا عبد الرحمان غول في حديث إلى الشروق:” ان مسجد باريس الذي يشرف على إدارته عميد جزائري دليل بوبكر قد فقد الوصاية على عدد من المساجد ولم يبق تحت تبعيته غير 220 مسجدا”.
واعتبر غول ضمن أسباب عديدة اخرى، أنه بسبب ظروف ازمة التسعينيات التي مرت منها الجزائر ترك العديد من الجزائريين تسيير المساجد خوفا من ان تطالهم التهم، وحينها حل محلهم الإخوة المغاربة الذين استغلوا الظرف جيدا”.
ومن بين مظاهر الصراع بين الجزائر و المغرب من اجل السيطرة على الشان الديني والمساجد في فرنسا ، تلك التي تستعر في رمضان ،وهي التي تطلق عليها أيضا “بحرب الأئمة”، حيث يسارع كل بلد إلى إرسال عدد كبير من الائمة لتوجيه جالياتهم الإسلامية وتاطيرهم دينيا خلال هذه المناسبة الدينية.
ويرى محللون ان الصراع او التسابق بين ا لجزائر و المغرب على تامين وصايتهم على المساجد في فرنسا، إنما هو امتددا للصراع السياسي القائم بينهما على تزعم منطقة المغرب العربي، وليس له صلة على الإطلاق بالجانب المذهبي أوالعقدي كما هو الشان مثلا مع مذاهب دينية اخرى مثل الشيعية.
ولا يتخد التنافس على تدبير شان الجالية المغاربية في فرنسا او اوروبا عموما صيغة التنافس بين البلدين ، بل حتى مع قوى دينية تكون معارضة.
وفي هذا السياق يجد المغرب الرسمي منافسة شرسة من جماعة العدل والإحسان في تاطير المساجد التي يقصدها المغاربة في بلدان اوروبية، وقد خسرت الرباط معركتها في هذا الشان على سبيل المثال في إسبانيا حيث نجحت هذه الجماعة في السيطرة على أحد كبريات الفيدراليات الإسلامية.
ومن ناحية اخرى يبقى مصدر القلق الآخر بالنسبة إلى المغرب في حرب الاستقطابات الدينية، تلك التي يكون مصدرها توجهات مذهبية مختلفة مثل التيار الشيعي الذي بدا يستقطب مسملين مغاربة في بلجيكا.