المغرب نحو بناء لوبي من نخبة جاليته في اسبانيا، والعراقيل: غياب رؤية للرباط وعرقلة من مدريد

سفير المرغب في اسبانيا فاضل بنعيش يسلم اعتماده للملك لاسابق خوان كارلوس

يحاول المغرب بناء لوبي من أفراد الجالية المغربية المقيمين في اسبانيا، حيث تعتبر الجالية الأقل حضورا في مجتمع الاستقبال مقارنة مع باقي الجاليات المغربية في أوروبا. وتقف أسباب متعددة وراء هذا الغياب أبرزها غياب استراتيجية للرباط وكذلك عدم رغبة الدولة الإسبانية في بروز مغاربة.

في هذا الصدد، ينظم مجلس الجالية المغربية اجتماعا طيلة يومي الجمعة والسبت من الأسبوع الجاري في العاصمة مدريد بمشاركة عدد من نخبة المغاربة من أئمة وباحثين ومترجمين، وسيتم بحث الكثير من المواضيع ذات الارتباط بالمغرب والجالية المغربية في هذا البلد الأوروبي. وتنقل وكالة إيفي الرغبة من وراء هذا اللقاء في تعزيز الحضور المغربي وسط المجتمع الإسباني الذي تصفه بالضعيف للغاية.

وعمليا، تعتبر الجالية المغربية من أضعف الجاليات حضورا ثقافيا وسياسيا وسط المجتمع الإسباني مقارنة مع جاليات مغربية في دول سابقة في الهجرة مثل هولندا وبلجيكا بل وحتى في دول لاحقة للهجرة مقارنة مع اسبانيا مثل إيطاليا. وتقف عوامل متعددة وراء وضع الجالية المغربية الضعيف في اسبانيا ولا يوجد في دول أخرى وعلى رأسها:

في المقام الأول، صعوبة تغلغل المغاربة في المجتمع الإسباني بسبب إرث التاريخ الثقيل بالمواجهات والنظرة السلبية للإسباني تجاه المغربي.

في المقام الثاني، هيمنة نزاع الصحراء على رؤية الإسباني تجاه المغربي خاصة وسط الأحزاب السياسية والهيئات غير الحكومية، حيث يعتبر منظارا رئيسيا لتقييم نخبة الهجرة المغربية. وأكدت الانتخابات البلدية الأخيرة التهميش الذي طال المغاربة بشكل متعمد.

في المقام الثالث، عدم رغبة الدولة الإسبانية في رؤية تواجد مغربي قوي قد تعتبره بمثابة طابور خامس مستقبلا قد يكون ضدها في حالة نشوب نزاعات، وبالتالي فرؤية الدولة الإسبانية للمهاجر المغربي خاصة النخبة هي رؤية أمنية واستخباراتية محضة.

في المقام الرابع، ضعف الدولة المغربية في تأطير الجالية، فمن جهة، لم يعد للدولة المغربية تواجدا دينيا بعدما هيمنت العدل والإحسان على المشهد الديني وقيام اسبانيا بتحجيم الجمعيات الموالية للمغرب في الشأن الاسلامي. عدم امتلاك المغرب لمراكز ثقافية ومساجد ثم تبنيه رؤية عالمثالثية تقوم على الإقصاء بسبب المواقف خاصة فيما يتعلق بنشطاء القضية الأمازيغية. وعلاقة بهذا، تفاجأ الكثير من نشطاء الجالية المغربية بالخبر المنشور عبر وكالة إيفي، إذ تعمدت السفارة المغربية في مدريد عدم تعميم خبر الاجتماع عملا بطريقة الوداديات السيئة الذكر.

وأخيرا، غياب نخبة مغربية قادرة على منح الجالية المغربية وضعا متميزا في هذا البلد الأوروبي للأسباب المذكورة وأسباب أخرى منها ضعف المستوى الثقافي والسياسي للجالية المغربية عموما مقارنة مع الجاليات المغربية في فرنسا وبلجيكا وهولندا.

مقال ذو صلة:

الانتخابات البلدية تؤكد استمرار التهميش السياسي للجالية المغربية في اسبانيا مقارنة مع باقي أوروبا

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password