المغرب مقبل على أزمة اقتصادية بسبب الجفاف وضعف القطاعات الأخرى مثل الصناعة والنسيج، ويفاقم هذه الأزمة المشاكل التي تجدها المنتوجات الزراعية في أسواق دولية بعد قرار روسيا وقف استيراد البطاطس وقرار الولايات المتحدة منع استيراد الحوامض علاوة على المشاكل مع الاتحاد الأوروبي.
وكشف المندوب السامي في هيئة التخطيط الاقتصادي، أحمد الحليمي في ندوة له يوم الأربعاء 27 يناير الجاري عن سنة اقتصادية سوداء وأخرى أكثر سوداوية 2017، ونسب ذلك الى الجفاف الذي يعاني منه المغرب خلال الموسم الجاري، وهو من أسوأ مواسم الجفاف خلال العقود الأخيرة.
ولا ينتظر المراقبون تحقيق المغرب أكثر من 1،5% من النمو الاقتصادي خلال السنة الجارية ونسبة مماثلة أو قد تكون أقل خلال السنة المقبلة بسبب الجفاف. وهذه النسبة من النمو لن تساعد على خلق مناصب شغل كافية، الأمر الذي ينبئ بأخبار سيئة في المجال الاجتماعي.
ويضاف الى هذه التوقعات السلبية عامل آخر له تأثير بطريقة أو أخرى على الاقتصاد المغربي هو مشاكل الصادرات الزراعية للخارج. في هذا الصدد، يعيش المغرب توترا مع الاتحاد الأوروبي بعدما قررت المحكمة الأوروبية إلغاء اتفاقية التبال الزراعي بين المغرب والاتحاد الأوروبي على خلفية نزاع الصحراء.
في الوقت ذاته، يجد المغرب صعوبات جمة في تنويع أسواقه. فقد تعرض خلال الأشهر الأخيرة الى ضربتين من طرف كبريات الدول. فقد رفضت روسيا استقبال البطاطس المغربية خلال الصيف الماضي بسبب الدود. ويأتي القرار في وقت كان يراهن المغرب على السوق الروسية لامتصاص جزء منالمنتوجات الزراعية. وجاءت ضربة جديدة من طرف الولايات المتحدة التي رفضت مؤخرا صادرات الحوامض بسبب نوع من الدود فيها.
ومن شأن القرار الروسي والأمريكي خلق مشاكل لصورة المغرب الزراعية دوليا، حيث سيجد صعوبة حقيقية في البحث عن أسواق، بل وقد تخضع صادراته للاتحاد الأوروبي الى شروط جديدة.