انسحب المغرب عمليا من مجموعة عاصفة الحزم وهي الدول التي تشن حربا على اليمن تحت ذريعة إعادة الشرعية الديمقراطية الى البلاد. وبدأت هذه الحرب تحمل انعكاسات سلبية على المشاركين فيها نتيجة تنصل الدول الغربية منها بل والتهديد بعقوبات وقد تمتد الى المغرب.
وتزعمت العربية السعودية الحرب ضد اليمن بعدما استشارت عدد من الدول الأوروبية الكبرى مثل بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة التي وفرت لها الدعم الاستخباراتي والعسكري، وضمت الى صفوفها دول عربية مثل الأردن والإمارات العربية والبحرية ثم المغرب، هذا الأخير الذي ساهم بطائرات ف 16 سقطت واحدة منها وبوحدات قتال من الكوماندوهات الخاصة.
وفي أعقاب سقوط آلاف المدنيين وتفاقم المجاعة وبعدما بدأ يتأكد صعوبة تحقيق النصر العسكري في حرب اليمن ولعل المنعطف الكبير هو اغتيال السعودية للصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول، بدأت الأصوات الغربية تنتقل من مناشدة وقف الحرب الى التهديد بفرض عقوبات. وأبرز هذه العقوبات هي توصيات بفرض منع حظر الأسلحة على العربية السعودية، وبدأت هذه التوصيات تمتد الى دول أخرى ومنها دعوة الى حظر الأسلحة على البحرية وربما الإمارات العربية.
ورغم معارضة الرأي العام المغربي للحرب، انخرط الدولة المغربية فيها تحت مبرر التزامات أمنية مع الإمارات العربية والسعودية ضمن التحالف العربي. لكن المغرب انسحب تدريجيا من هذه الحرب. وحصلت جريدة القدس العربي من مصادر غربية على معلومات تؤكد قيام المغرب بإخبار عدد من العواصم الكبرى مثل واشنطن وباريس والمفوضية الأوروبية في بروكسيل بأنه لم يعد يشارك في الحرب رغم أنه لم يعلن عن ذلك رسميا، مشيرا الى أن الجنود المغاربة المتواجدين في الخليج العربي وأساسا الإمارات يدخل ضمن اتفاقيات ثنائية.
ويعود انسحاب المغرب من عاصفة الحزم وغير المعلن عنه بشكل رسمي الى عاملين، الأول وهو برودة العلاقات بين المغرب وبعض الدول الخليجية وعلى رأسها العربية السعودية نتيجة المغامرات غير المحسوبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي أدار بشكل سيء الحرب وحولها من حرب رادعة سريعة الى حرب مفتوحة ومستمرة تخالف آلاف الضحايا.
وفي الوقت ذاته يعود الى قلق المغرب من احتمال اتساع معاقبة المتورطين في حرب اليمن عبر حظر بيع أسلحة أو تحقيقات دولية وقد تشمله خاصة وأنه يتجنب توصية من البرلمان الأوروبي. وكانت الأمم المتحدة قد أشارت مسبقا الى ارتكاب عاصفة الحزم جرائم ضد الإنسانية بالتسبب في مقتل الأطفال.
ورغم انسحابه الميداني، لم يعلن المغرب عن الانسحاب رسميا حتى الآن لتفادي توتر أكثر في العلاقات مع السعودية ولكي لا يظهر بمظهر الذي يتخلى عن الأصدقاء والحلفاء في وقت الشدة.