تلعب أحداث سياسية واجتماعية في اكتشاف المغاربة لبعض وسائل التواصل الاجتماعي والتي تكون موجودة لكن تعرف إقبالا في لحظات معنية، ومن ضمنها الإقبال الكثير للمغاربة على تويتر خلال الأسابيع الأخيرة بسبب التسريبات التي تقوم بها جهة تختفي وراء اسم كريس كولمان24 لوثائق سرية للدبلوماسية والمخابرات العسكرية المغربية.
وكان المغاربة قد اكتشفوا يوتوب بشكل كبير مع أشرطة الفيديو التي وضعها قناص تاركيست (منير أكزناي) سنة 2007 حول الفساد والرشاوي وسط دوريات الدرك الملكي في منطقة الريف.
وساهم الربيع العربي في إقبال كبير للمغاربة على الفايسبوك الذي سجل ملايين المشاركين في ظرف سنوات قليلة لاسيما بعد اندلاع الربيع العربي-الأمازيغي، وتحول الى الأداة الرئيسية للتواصل بين المغاربة خلال السنوات الأخيرة متجاوزا حتى الهاتف النقال.
ورغم قدمه بسنوات، لم ينجح تويتر في التغلغل في المجتمع المغربي بسبب غياب جاذبيته بشأن الدردشة، فهو لا يتيح فضاء أوسع مثل الفايسبوك. وإذا كان قرابة نصف مليون مغربي يستعملون الفايسبوك بشكل يومي، فالأمر لا يتعدى عشرات الآلاف في حالة تويتير، وفقد تقديرات وليس إحصائيات رسمية. ويستعمل المغاربة المفرنسون تويتر بينما الذين يكتبون بالعربية يفضلون الفايسبوك.
لكنه خلال الأسابيع الأخيرة، بدأ المغاربة، وخاصة النخبة، في الإقبال بشكل مرتفع على تويتير بسبب التسريبات التي يوفرها كريس كولمان24 منذ بداية أكتوبر الماضي. وينشر كولمان وثائق الخارجية المغربية حول الصحراء وكذلك المخابرات وخاصة بعض مضامين البريد الالكتروني التي تثير جدلا قويا.
وهناك صنف يرغب في الاطلاع على الوثائق السرية للخارجية المغربية وخاصة في ملف الصحراء لأنها تقدم حقائق ليست في متناول الجميع وتساعد الباحث والسياسي على فهم أعمق للملف. وفي الوقت ذاته، هناك صنف آخر، يرغب في قراءة كل شيء خاصة ما يفترض الشق الفضائحي المتعلق بتمويل الصحافة المغربية والأجنبية لكتابات مقالة معينة.
وسواء في الحالة الأولى أو الثانية، بدأ تويتير يتحول الى أداة رئيسية للتواصل السياسي وتأخذ بعدا أكبر مع تسريبات كريس كولمان، إذ يعتبر كولمان من المواضيع الرئيسية الآن في الاعلام والسياسية في المغرب، ومعه يتغلغل تويتر في المجتمع المغربي.