ما تتداوله عدد من الأجهزة الاستخباراتية العربية والغربية سرا قد أقدمت على نشره علنا الاستخبارات الألمانية باتهامها العربية السعودية بالتحول الى دولة تزعزع استقرار العالم العربي وتشير بأصابع الاتهام الى وزير الدفاع محمد بنسلمان. والتقرير المنشور يوم الأربعاء 2 ديسمبر يشكل ضربة قوية لسياسة الرياض الاقليمية.
في هذا الصدد، حذر جهاز الاستخبارات الألمانية الخارجية “بي. أن. دي” من الدور غير البناء الذي تقوم به العربية السعودية في الوقت الراهن بزعزعة استقرار العالم العربي. وجاء في التقرير الذي نشرته وسائل الاعلام الألمانية ” إن سياسة الدبلوماسية الحذرة لأعضاء العائلة الحاكمة القدماء تم استبدالها بسياسة تدخل متسرعة واندفاعية”.
وتقارن الاستخبارات الألمانية بين سياسة الحيطة والتعقل التي نهجتها العربية السعودية حتى الأمس القريب وسياسة “الاندفاع” التي تطبع الآن جميع قراراتها وخاصة منها الحربية والعلاقات الخارجية مع عدد من الدول.
ومن ضمن القضايا التي ركز عليها التقرير الاستخباراتي، تضخيم العربية السعودية للعداء المذهبي بصفتها زعيمة السنة ضد إيران الشيعية، وما يترتب عن هذه السياسة من تورط في حروب إقليمية وأساسا حرب سوريا لإسقاط بشار الأسد في دمشق والحرب ضد الحوثيين.
ويشير التقرير الى الدور الذي يلعبه ولي ولي العهد وابن الملك، محمد بن سلمان في هذه السياسة الجديدة، حيث تصف دوره بالمهيمن والمندفع في القرارات الخارجية والداخلية، مما يثير العداء إقليميا وكذلك وسط العائلة الملكية بسبب ردود فعل أمراء آخرين.
وتتميز الاستخبارت الألمانية بالعمل برزانة وذكاء وتمارس نوع من الاستخبارات مختلفة عن نظيرتها الفرنسية والبريطانية، ولهذا، فهي تقوم بإنجاز تقارير للحكومة لاتخاذ قرارات استراتيجية بدل قرارات ظرفية.
ويرغب ولي ولي العهد حمد بن سلمان حجز العرش مستقبلا، ولهذا يراهن على الحروب الاقليمية وخاصة الحرب في اليمن لتعزيز موقعه وسط عائلة تشهد انقسامات كثيرة ومن بينها السياسة المتبعة في اليمن.
وكانت الولايات المتحدة قد طلبت من العربية السعودية نهج سياسة الحذر إقليميا، وخاطبتها مثل باقي الأنظمة الملكية الخليجية بأن العدو الحقيقي الذي يهددها هو يأس شبابها والفساد في مؤسساتها.