يسود غضب في العالم الإسلامي جراء المجزرة الرهيبة التي وقعت في الحج هذه السنة حيث ذهب ضحيتها أكثر من 750 حاج ومنهم قرابة مائة مغربي، وذلك جراء الغطرسة السعودية وسوء تدبيرها لشؤون الحج. وترتفع الأصوات التي تطالب بتنظيم دولي للحج بدل انفراد آل سعود بهذه المهمة.
وحطم الحج هذه السنة رقما قياسيا في الكوارث وعلى رأسها كارثة سقوط رافعة في الحرم المكي متسببة في مقتل أكثر من مائة قتيل وعدد مماثل من الجرحى ثم الحرائق التي سبت في بعض المؤسسات التي تؤوي الحجاج لتنتهي بمأساة.
وتجمع مختلف التحاليل على سوء التدبير الناتج عن الغطرسة السعودية، حيث يتساءل الكثيرون كيف يمكن إجراء شعائر الحج في وقت تقوم فيه السلطات السعودية بأشغال البناء في الحرم المكي.
ويبرز سوء التدبير في أشرطة الفيديو التي جرى نشرها في شبكات التواصل الاجتماعي وتبرز كيف كان المسؤولون الأمنيون يغلقون ممرات مسيجة يوم العيد وتركوا الحجاج يموتون في تدافع رهيب جعل من عيد الأضحى مأساة في أكثر من بلد إسلامي ومنهم المغرب الذي فقد 87 حاجا وفق مصادر متعددة باستثناء الرسمية ضمن قرابة 750 حاجا ماتوا.
وبينما تصمت الأنظمة الملكية في العالم العربي تضامنا مع ملكية آل سعود، ترتفع أصوات دول أخرى مثل إيران وتركيا مطالبة بتحقيق حقيقي فيما يجري بل وتصر على ضرورة إشراك الدول المسلمة في تنظيم الحج. وهذا يجر الى تساؤل كبير: هل تنظيم الحج فقط من اختصاص دولة آل سعود.
وذهبت تحاليل الى اعتبار الغطرسة السعودية والإهمال بمثابة إرهاب حقيقي، كما ذهب الى ذلك الصحفي عبد الباري عطوان في عموده في الجريدة الرقمية رأي اليوم. ومما يزيد الغطرسة السعودية هو عدم توجيه خطاب من الملك سلمان الى العالم الاسلامي يقدم تعازيه علاوة على أشرطة تبرز تعامل السلطات السعودية مع الجثث وكأنها لا تعود الى الإنسان.
وجولة في شبكات التواصل الاجتماعي في العالم الاسلامي وبعض المواقع الإعلامية التي تنشر التعاليق تبرز كم من الانتقادات التي توجه الى العربية السعودية وتذهب الى ضرورة تنظيم لجنة إسلامية دولية الحج بعد الفشل المتوالي للدولة السعودية.
وأراد القصر الحاكم في العربية السعودية من خلال تنظيم الحج الحصول على شرعية دينية في العالم الاسلامي، لكن الأخطاء المتكررة بدأت تعطي نتائج عكسية، حيث تحولت الغطرسة السعودية وسوء التنظيم الى مصدر شجب لحكام الرياض وسط الرأي العام في العالم الإسلامي.
وتأتي مأساة الحج لتضاف الى عوامل أخرى تعمل على تدهور صورة العربية السعودية في العالم العربي ومنها دورها لاسلبي في مواجهة رغبة الشعوب العربية في الديمقراطية وتزعم ائتلاف حربي ضد اليمن بدأ يتبين أن أغلب ضحاياه من المدنيين.