وجه العاهل المغربي الملك محمد السادس رسالة تهئنة الى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة عيد الاستقلال الذي يصادف 5 يوليوز من كل سنة. وهذه التهنئة أو تلك التي يتوصل بها المغرب في مناسبات وطنية هي ما يجمع المغرب والجزائر من علاقات علاوة على تعاون غير معلن في ملف مكافحة الإرهاب واللقاءات المحتشمة في مناسبات دولية مثل خمسة زائد خمسة بين المغرب العربي وجنوب أوروبا.
وتراجعت العلاقات المؤسساتية والدبلوماسية بين المغرب والجزائر الى مستوى ملحوظ للغاية. ولم يعد يربط سلطات البلدين بشكل مباشر للتخاطب سوى تبادل التهاني بمناسبة الأعياد الوطنية وحدها وليس الدينية. وعمليا، لم يعد أي وزير جزائري يزور المغرب أو مغربي يزور الجزائر في إطار العلاقات الثنائية.
وهذا الوضع مرشح للإستمرار مستقبلا بحكم عدم إيجاد حل لخلافات اندلعت خلال الشهور الأخيرة، وجعلت المغرب يستدعي السفير الجزائري والجزائر تستدعي السفير المغربي.
ويشهد مجالان استمرار العلاقات، الأول وهو التبادل التجاري وإن كان دون مستوى جارين تجمعها حدود برية طويلة، والثاني هو التعاون بين الأجهزة الإستخباراتية في مواجهة الإرهاب. ورغم مساعي الجزائر في تهميش المغرب من المؤتمرات الدولية الخاصة بمنطقة الساحل، يستمر التعاون بين مخابرات البلدين. وهذا لا يقتصر فقط على المغرب والجزائر بل هو تقليد بين باقي الدول حيث لا يتأثر التعاون الأمني في مواجهة ظواهر مثل الإرهاب والإجرام المنظم بالأزمات الثنائية.
ويلتقي وزراء المغرب والجزائر في مؤتمرات دولية على رأسها مؤتمرات مجموعة دول 5+5 التي تجمع ليبيا وموريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وفرنسا واسبانيا والبرتغال وإيطاليا ومالطا، وهي مؤتمرات تعالج قضايا في الغالب أمنية مثل الهجرة والإرهاب.