تسير العلاقات بين المغرب والجزائر نحو الأسوأ، إذ لا تتوقف الحرب الاعلامية والتصريحات النارية الدبلوماسية بين الطرفين، ويساهم هذا أكثر في توتر بين شعبي البلدين حيث لم تعد الصحافة المغربية والجزائرية تدعو الى الحورا بقدر ما تدعو الى المواجهة.
وسجل الأسبوع الجاري ارتفاعا في التوتر بين الجارين، إذ شهد البرلمان المغربي جلسة خاصة حول تعرض المواطن رزقي لرصاص الجيش الجزائري منذ أسبوعين في الحدود المشتركة بالقرب من مدينة وجدة. وشدد وزير الخارجية صلاح الدين مزوار هذا الأسبوع أمام النواب على موقف المغرب بتحقيق دولي في الاعتداء.
في الوقت ذاته، وجهت وسائل الاعلام المغربية أصابع الاتهام الى الجزائر بالوقوف وراء اختراق حواسيب مغربية الاستيلاء على وثائق سرية تهم الصحراء وبدء نشرها في شبكات التواصل الاجتماعي تحت هوية كريس كولمان 24.
وبدأت الجزائر تنهج سياسة الرد مباشرة على المغرب، فوزير الخارجية رمطان لعمامرة، لم يتردد في وصف تصريحات نظيره المغربي بالاستراتيجية الرديئة وسياسة الهروب الى الأمام. وشدد في الوقت ذاته على رفض فتح أي تحقيق، معتبرا أن ما حصل للمواطن المغربي رزقي في الأراضي المغربية ليس مسؤولية الجزائر.
وبدورها، تعمد الصحافة الجزائرية الى الرفع من إيقاع التوتر، فقد نشرت جريدة الشروق ربورتاجا يومه الخميس تتهم المغرب بإرسال مخدرات الى الجزائر محشوة بمواد تسبب العقم وأمراض أخرى.
وتغيب مقالات في الصحافة المغربية والجزائرية تدعو الى تحكيم العقل والحوار وتحل محلها تدريجيا مقالات تدخل في إطار “الحرب الإعلامية” التي تزيد من تراجع صورة كل بلد لدى الرأي العام للبلد الآخر.
كل هذه التطورات تأتي لتزيد من تراكم المشاكل الثنائية بين البلدين والتي أضحت بنيوية، وتجعل مل مصالحة مستبعدة في الوقت الراهن والقريب بل وحتى على المدى المتوسط.