تناول العدد الأخير من مجلة “وجهة نظر” قضية مركزية في الحياة السياسية وهي الملكية والدستور وهل هناك اشتغال للملكية خارج النص الدستوري في بعض الأحيان أو مجرد فهم لبعض القرارات بأنها تأتي على هامش الدستور، كما يتضمن العدد مقالات أخرى في مواضيع فكرية وسياسية.
وتستمر وجهة النظر من عدد الى آخر في إغناء المشهد الفكري السياسي في المغرب. وفي العدد الأخير،يعالج الأستاذ محمد شقير طبيعة وامتدادات الأوامر والتعليمات الملكية . فالإرادة الملكية هي التي تدبر الشأن العام المغربي، سواء هم ذلك تعيين وزير أو توقيفه أو مسؤولين آخرين مرتكزا في ذلك على أن الملك يسود ويحكم وبأن الملكية هي التي صنعت المغرب.
بينما انفرد في هذا العدد الأستاذ عثمان الزياني ، بالبحث في الخطب الملكية ، مقاربا نص هذه الخطب من الوجهة المورفولوجيا ، ومن وجهة بلاغة الهيمنة.
وتحت عنوان الملكية المغربية خارج النص الدستوري : البيعة وإمارة المؤمنين ، سلط الضوء الأستاذ عبداللطيف حسني مدير المجلة ، على تقليد البيعة في الاسلام ، والتحولات التي طرأت عليه في التجربة التاريخية للمسلمين ، والسياقات التاريخية التي لازمت انتقال هذا التقليد للمغرب ، والقطائع التي عرفتها ممارسة هذا التقليد في المغرب ، منتهيا إلى أن هذا التقليد يتخذ بعده في النص الدستوري ، من خلال التنصيص على إمارة المؤمنين ، وهي الإمارة التي تجعل من الملكية المغربية فوق النص الدستوري. في الوقت الذي عكف فيه الصحفي علي أنوزلا ، على الخوض في مبحث المستشار الملكي في المغرب ، من خلال سؤال هل هو أذن الحاكم ، أم عراب السلطة ؟، دراسة عبدالإله السطي ، تتعلق بالكشف عن منظومة الرموز المأسطرة للملكية المغربية .
وطبقا للتقاليد التي سارت عليها المجلة ، وفي باب القراءات ، تكفل الأستاذ والمؤرخ حسن أميلي بعرض وتقديم كتاب المحام ” موريس بيتان ” الجديد والذي يحمل عنوان ” الحسن الثاني .. دوكول وبن بركة ما أعرفه عنهم ” .
وفي باب الدراسات ، تعيد المجلة الاعتبار لأحد مفكري المغرب الاقتصاديين ، بالبحث في فكر المرحوم عزيز بلال ، وذلك على ضوء الربيع العربي. كما تناولت دراسة أخرى موضوع المد الصليبي في بلاد الريف ونشأة الزوايا الدينية ، وذلك من خلال كتاب ” ميشو بيللر ” “ا لزوايا الدينية في المغرب ” . في حين اهتمت دراسة أخرى بمساءلة مفهوم الإستبعاد السياسي ، أما الدراسة الأخيرة ، وبطعم فلسفي تقرأ كتاب الرأسمال لماركس من خلال قراءة ألتوسير وذلك من زاوية المنهج والموضوع .