العثماني وحداد: العلاقات المغربية الأمريكية فقدت منسوبها الاستراتيجي

الملك محمد السادس خلال زيارته إلى البيت الابيض ولقاء جورج دابليو بوش وهي الزيارة التي لم تتكرر منذ ذلك التاريخ ومنذ وصول اوباما إلى رئاسة البلاد

كشفت تصريحات وزير الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني وزميله وزير السياحة لحسن حداد، حول العلاقات المغربية  الامريكية، عن كونها علاقات لم ترق إلى المستوى الاستراتيجي المطلوب، مقرين بذلك على نحو صريح بواقع علاقة تاثرت بتأخر صانع القرار بالمغرب في إدراك التحول اللافت الذي طرأ على سياسة البيت الأبيض الخارجية  مع قدوم اوباما، ومغادرة  الجمهوريين.

 وقال العثمانى أمس الثلاثاء، فى ندوة نظمها مرصد تحليل السياسات، الذى يضم أكاديميين وجامعيين متخصصين فى العلاقات الدولية والعلوم السياسية بالرباط حول “واقع العلاقات بين المغرب والولايات المتحدة والبحث عن خيارات جديدة” إن العلاقات المغربية الأمريكية فى تصاعد مستمر رغم بعض التقلبات.
وأضاف العثمانى ، أن هذه العلاقة ” تبقى فى عمومها إيجابية رغم البطء الذى يكتنفها بين الحين والآخر”، موضحاً أن “أمريكا تبقى شريكاً أساسياً للمغرب علما بأن هناك عدداً من المعيقات والصعوبات الاقتصادية والسياسية”.”.
من ناحية أخرى اعترف وزير السياحة المغربى لحسن حداد بأن العلاقات المغربية الأمريكية لم ترق إلى مستوى العلاقات الاستراتيجية.
وأوضح حداد فى الندوة أن “العلاقات الثنائية بين المغرب وأمريكا تحكمها مجموعة من العوامل التاريخية والاقتصادية إلا أنه بسبب التفاوت الكبير بين البلدين وعدم توفر المغرب على القوة الاقتصادية والعسكرية فإن العلاقات لم ترق إلى مستواها الاستراتيجى

 ويبدو ان وزير الخارجية سعد العثماني، بدى أقل واقعية في تشخيص وضع العلاقة الثنائية بين المغرب والولايات المتحدة الامركية، من زميله وزير السياحة لحسن حداد، حيث شدد العثماني على  وجود تصاعد في علاقة الرباط بواشنطن وإن سعى في الاستدارك ليشير إلى كونها تعرف تقلبات. في حين كان لحسن لحداد  واضحا وواقعيا في وضع التشخص الحقيقي للعلاقة بين الرباط وواشنطن حينما وصفها “بكونها لا ترقى إلى المستوى الاستراتيجي” .

ومنذ وصول اوباما إلى البيت الابيض سقط المغرب  الذي لم يتاقلم بالسرعة والكيفية المطلوبتين مع فلسفة ساكن البيت الابيض الجديد،  المختلفة على نحو جدري عن فلسفة الجمهوريين وخصوصا الرئيس الاسبق جوج دابليو  بوش، سقط من القائمة الاستراتجية الامريكية الجديدة.

ويبقى التساؤل البارز هو ماذا بعد الإقرار بعلاقة دون المستوى الاستراتيجي  بين الرباط وواشطن، هل سيكلف المغرب نفسه عناء السعي في بناء صورة استراتيجية جديدة له بالقطع مع النظرة التقليدية التي ينظر بها إلى واشنطن، والتحرر من دائرة  الدور  الضيقة التي  رسمها لنفسه خلال العقدين الاخيرين.

Sign In

Reset Your Password