السترات الصفراء: انتفاضة المجتمع الفرنسي للمطالبة بعدالة اجتماعية

مواطن فرنسي يحمل علم بلاده ومطالبا بالعدالة الاجتماعية

عاشت فرنسا مجددا يومه السبت احتجاجات عنيفة بين قوات الأمن وأعضاء ظاهرة السترات الصفراء الذين يطالبون تحسين أحوال المعيشة وأساسا خفض أسعار الوقود، وقد انتهت باعتقالات وعشرات الجرحى. وتشير كل المعطيات الى استمرار الظاهرة وانتقالها الى دول أخرى.

وبدأت هذه الظاهرة في فرنسا منذ أسابيع، حيث يقود نشطاء المجتمع المدني بدعم من هيئات سياسية مثل اليسار الراديكالي حركة احتجاج قوية في وجه الدولة الفرنسية، ويضعون مطالب منها التخفيض في أسعار الوقود وتحسين أحوال المعيشة وتحسين الخدمات الاجتماعية عموما.

وانتشر المحتجون في مجمود مدن فرنسا وبالخصوص في العاصمة باريس، التي شهدت مجددا ومثل السبت من الأسبوع الماضي مواجهات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين خاصة بعدم انضم الى التظاهرات شباب عنيف. وبدأت باريس من خلال المواجهات وكأنها استعادت التظاهرات الصاخبة لمايو 1968. وتفيد السلطات الفرنسية بتعرض 110 أشخاص منهم أفراد من الشرطة لجروح، وجرى اعتقال 287 شخصا، وأفرج عن الغالبية.

ويرى المراقبون في ظاهرة السترات الصفراء تعبيرا قويا عن غضب المجتمع من رهان الدولة على الضرائب وسياسة التقشف على حساب المواطنين. وقد كتب إدوي بلنيل في مقال رأي في جريدة ميديابار الفرنسية التي يديرها أن ثورة السترات الصفراء هي ثورة من أجل العدالة في الضرائب وضد الانحراف الأخلاقي للدولة.

وبدأت هذه الظاهرة تنتقل من فرنسا الى دول مجاورة، فقد شهدت بلجيكا وخاصة بروكسيل تظاهرات للسترات الصفراء، وانتقلت الى هولندا، وقد تتحول الى ظاهرة تعم أوروبا بالكامل وكأنه ربيع أوروبي جديد ضد الإجراءات الليبرالية المتوحشة.

Sign In

Reset Your Password