التوتر الأمريكي الروسي قد يقوض جهود نزع الأسلحة الذرية إضافة إلي تأثيره علي حرب سوريا وبرنامج إيران النووي

الرئيسان باراكا اوباما وفلاديمير بوتين في لقاء سابق

يهدد الخلاف السياسي المتنامي بين الولايات المتحدة وروسيا -جراء منح اللجوء المؤقت للأمريكي “إدوارد سنودن” المتواجد حاليا في موسكو- بالمزيد من أخطار تقويض العلاقات بين القوتين العظميين في الأمم المتحدة، بكل ما يتأتي به هذا من تداعيات.

ومع المقدر أن يأتي قرار واشنطن بالغاء عقد اجتماع القمة القادم بين الرئيسين الأمريكي باراك أوباما، والروسي فلاديمير بوتين، أوائل سبتمبر في موسكو، بسلسلة من التأثيرات السلبية على العديد من القضايا الحساسة سياسيا، بما فيها الحرب الأهلية في سوريا، وبرنامج إيران النووي، والتخفيض المقترح للأسلحة النووية.

وبالفعل، إعترضت روسيا -جنبا إلى جنب مع الصين- علي أربعة قرارات لمجلس الأمن الدولي، مستوحاة من الولايات المتحدة والدول الغربية عامة، تهدف إلى معاقبة سوريا. وبهذا تصبح فرص فرض أي عقوبات أممية في المستقبل على دمشق أملا بعيد المنال.

في هذا الشأن، حذر دبلوماسي آسيوي شريطة عدم الكشف عن هويته، أن “العلاقات السياسية المتوترة بين الولايات المتحدة وروسيا سوف تؤدي إلي تحويل مجلس الأمن إلي هيئة بلا كيان”.

وأشار الدبلوماسي إلى أن مؤتمر جنيف بشأن سوريا قد يكون ضحية أخرى لهذا الخلاف، وأن المواجهة المتزايدة بين القوتين العظميين تأتي في خضم أول اجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن نزع السلاح النووي، المقرر عقده 26 سبتمبر المقبل.

ويذكر أن أوباما، في خطاب ألقاه في بوابة “براندنبورغ” في برلين في يونيو الماضي، دعا إلى إجراء تخفيضات جذرية في الأسلحة النووية، كان من المتوقع أن تكون على جدول أعمال القمة النووية المقترح عقدها في عام 2016.

ومع ذلك، فمن المحتمل أن تستغل الولايات المتحدة الخلاف الجاري مع روسيا “لإفشال إحراز تقدم في نزع السلاح” النووي، حسبما حذر “تيلمان راف”، الرئيس المشارك للفريق التوجيهي الدولي والعضو الأسترالي في مجلس إدارة الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية.

واضاف “راف” لوكالة إنتر بريس سيرفس، “هذا هو السبب في أن الـ 184 دولة عضو في الأمم المتحدة التي ليس لديها أسلحة نووية، يجب أن تتوقف عن كونها رهائن في أيدي التسعة بلدان المسلحة نوويا تسعة”.

“هذه الدول ينبغي أن تأخذ زمام المبادرة وبدء التفاوض على معاهدة لحظر الأسلحة النووية، مما يمهد الطريق لإزالتها” من وجه الأرض، وفقا لـ “راف” الذي هو أيضا أستاذ مشارك في معهد “نوسال” للصحة العالمية في جامعة ملبورن.

أما البلدان التسعة المسلحة نوويا، فهي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن – الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا- وأربع دول أسلحة نووية غير معلنة أخرى وهي الهند وباكستان وإسرائيل، وربما كوريا الشمالية.

وحذر “راف” في حديثه مع وكالة إنتر بريس سيرفس من أن الأسلحة النووية “تشكل خطرا مميتا لا مثيل له للجميع وأينما وجدت، وأن حيازة الولايات المتحدة وروسيا لمجموع 16،200 سلاحا نوويا -أي ما يعادل 94 في المئة من كافة الأسلحة الذرية في العالم التي يقدر عددها بنحو 17،270سلاحا- تحمل واشنطن وموسكو مسؤولية ثقيلة لإزالة هذا التهديد الوجودي.

“ومع ذلك، تعمد الولايات المتحدة وروسيا على حد السواء على تطوير أسلحة نووية جديدة، وتنفقان أكثر من 75 مليار دولار سنويا لتحديث ترساناتهما النووية، وتشير كل الدلائل إلى أنهما تعتزمان الاحتفاظ بها إلى أجل غير مسمى”، وفقا لـ “راف” الذي يشغل أيضا منصب المستشار الطبي الدولي للصليب الأحمر الأسترالي”.

وشدد الخبير علي أن “القضاء على الأسلحة النووية هو أولوية عالمية الأكثر إلحاحا، ويجب ألا تخرج عن مسارها بسبب قضايا أخرى”.

وفي المقابل، علقت الدكتورة “ريبيكا جونسون” -المديرة التنفيذية لمعهد Acronym لنزع السلاح والدبلوماسية- لوكالة إنتر بريس سيرفس، قائلة أن الولايات المتحدة وروسيا لديهما عدد كبير جدا من المصالح المتبادلة على المحك، بحيث لليس من المقدر أن يعرقل منح اللجوء المؤقت لـ “إدوارد سنودن” مسارها”.. ومن ثم “لن تكون هناك عودة إلى الحرب الباردة”.

ونظرا لإرتفاع عدد الحكومات التي تكن المخاوف بشأن العواقب الإنسانية للأسلحة النووية، فمن المرجح أن تريد روسيا والولايات المتحدة إعطاء علامة قوية علي تضامن الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن في الاجتماع الرفيع المستوى في الأمم المتحدة، وفقا للدكتورة جونسون

Sign In

Reset Your Password