سار المعارضون للحكومة التايلاندية من جديد السبت في شوارع بانكوك استجابة لنداء من قادتهم للقيام بجهد اخير لاسقاط رئيسة الوزراء في العاصمة التي تستعد لنهاية اسبوع من التظاهرات المناهضة والموالية.
وتستمر التعبئة منذ شهر ضد رئيسة الحكومة ينغلوك شيناوترا وشقيقها تاكسين رئيس الوزراء السابق الذي اطاح به انقلاب عسكري في العام 2006 لكنه يبقى رغم منفاه في صلب الحياة السياسية في المملكة.
وقد توسع حراك المناهضين للحكومة هذا الاسبوع مع حصار عدد من الادارات العامة واحتلال اخرى خصوصا وزارة المالية منذ الاثنين وكذلك احتلال مقر قيادة سلاح البر الجمعة لفترة قصيرة.
وكان اقل من عشرة الاف متظاهر مناهضين للحكومة بحسب الشرطة موزعين السبت في اماكن مختلفة من المدينة التي تعد 12 مليون نسمة وحيث الحياة تتابع مجراها.
لكن بعد ان سجل عدد المتظاهرين رقما قياسيا بتجاوزه ال150 الف شخص الاحد الماضي يتوقع ان يزداد عددهم خلال عطلة نهاية هذا الاسبوع فيما دعا قادة الحركة الى القيام بجهد اخير قبل عيد مولد الملك بوميبول في الخامس من كانون الاول/ديسمبر، حيث الاحتفالات التي تجري تقليديا بهذه المناسبة قد تؤدي الى تراجع في تعبئة المتظاهرين.
ووعد سوثيب ثوغسوبان نائب رئيس الوزراء السابق والوجه البارز في الحركة التي رفضت دعوات السلطة الى الحوار، مساء الجمعة بان يكون “الاول من كانون الاول/ديسمبر يوم النصر”.
واعلن اهدافا جديدة ليوم الاحد ضمنها حديقة الحيوانات في العاصمة، كما دعا الى تجمع قرب مقر الحكومة المحاط بتدابير امنية مشددة للغاية.
لكن لا يتوقع اي تحرك كبير اليوم السبت. وقد تظاهر مئات الاشخاص لفترة لقصيرة امام دائرة التحقيقات الخاصة في وزارة العدل التي اضطرت الاربعاء الى اجلاء موظفيها.
كما توجه المتظاهرون الذين لم تتضح استراتيجيتهم كثيرا الى مقري مجموعتين عامتين للاتصالات، “منظمة الهاتف التايلاندية” و”هيئة الاتصالات التايلاندية”. لكن وزارة تكنولوجيات الاعلام والاتصالات اكدت ان الاتصالات لن تتأثر.
وقد اندلع غضب المعارضة بسبب مشروع قانون عفو اعتبروا انه معد خصيصا لاتاحة عودة تاكسين الذي ما زال يلعب دورا حاسما على الساحة السياسية في المملكة من منفاه الذي اختاره للهرب من حكم عليه بالسجن بتهمة الاختلاس المالي.
ورغم رفض مجلس الشيوخ للنص، لم يهدأ المتظاهرون الذين يشكلون مجموعات غير متجانسة تجمع بينها الكراهية لتاكسين، واصبحوا يطالبون برحيل شقيقته التي يعتبرونها دمية بين يديه ووضع حد “لنظام تاكسين” الذي يرون انه نظام فساد معمم.
وهي اتهامات ذكرها الحزب الديموقراطي في مذكرته لحجب الثقة ضد ينغلوك.
وفي عاصمة اعتادت على اعمال العنف السياسي، يثير هذا الحراك الاكبر منذ ازمة 2010، تخوفا من تفاقم الوضع كما اثار قلق المجتمع الدولي.
لكن حتى الان جرى كل شيء بدون عنف في اجواء تغلب عليها اجواء عيد اكثر من انتفاضة.
وكرر نائب رئيسة الوزراء براشا برومنوغ عبر التلفزيون اليوم السبت “ان رئيسة الوزراء اصدرت اوامر واضحة الى السلطات لابداء التسامح ازاء المتظاهرين وعدم استخدام العنف”.
واعتبر جاتوبورن برومبان احد قادة “القمصان الحمر” المؤيدين لتاكسين من جهته “ان تكتيك سوثيب يرمي الى استفزاز الحكومة لتستخدم العنف ضدهم وليتدخل الجيش”.
وكان المتظاهرون دخلوا الجمعة الى مقر قيادة سلاح البر وطلبوا من العسكر الانضمام اليهم، في بلد شهد 18 انقلابا عسكريا او محاولة انقلابية منذ قيام النظام الملكي الدستوري في العام 1932.
اما “القمصان الحمر” الذين دعوا الى تجمع كبير اليوم السبت في استاد يتواجدون فيه منذ الاحد، فقد زاد عددهم عن 20 الف في هذا الصباح بحسب الشرطة.
وفي العام 2010 احتل نحو مئة الف من القمصان الحمر وسط بانكوك للمطالبة باسقاط الحكومة في تلك الاونة قبل هجوم للجيش.
وتلك الازمة التي اسفرت عن سقوط نحو 90 قتيلا و1900 جريح، سلطت الضوء على الانقسامات العميقة في المجتمع بين جماهير الارياف والمدن الفقيرة المؤيدة لتاكسين في شمال وشمال شرق البلاد، ونخب العاصمة التي تدور في فلك القصر الملكي وترى فيه خطرا على الملكية.