الانتخابات البلدية الفرنسية: الناخب يعاقب الحزب الاشتراكي الحاكم والجبهة الوطنية المتطرفة تحقق تقدما تاريخيا

زعيمة الجبهة الفرنسية مارين لوبين

أكدت الجولة الأولى من الانتخابات البلدية في فرنسا التي جرت يومه الأحد “المفاجأة المرتقبة” التي كان الجميع ينتظرها وهو التقدم المهول للجبهة الوطنية ذات التوجه القومي المتطرف المعادي للمهاجرين بفوزها في بعض المدن وتحقيقها المركز الأول في انتظار الجولة الثانية. وبهذا تؤكد النتائج ظاهرة انتعاش اليمين القومي المتطرف في مجموع أوروبا.

وكشفت عن تراجع للحزب الاشتراكي الحاكم في عدد من المدن ولعل أبرزها احتلاله المركز الثالث في مدينة مارسيليا ثان أكبر مدينة في فرنسا بعدما كان مرشحا لاحتلال الصدارة. ويتأكد بهذا معاقبة الناخب الفرنسي للحزب الاشتراكي الحاكم بقيادة فرانسوا هولند بسبب إجراءات التقشف التي اقدم عليها خلال منذ وصوله الى رئاسة البلاد منذ سنتين وأغضبت الفرنسيين كثيرا.

ولم يتم الحسم في عمادة عدد في أغلبية بلديات فرنسا ومنها المدن الكبرى مثل باريس التي تقدم فيها اليمين ومارسيليا التي احتل فيها اليمين المركز الأول، وستجري الجولة الثانية الأحد المقبل.

ويبقى المنعطف الذي حملته هذه الانتخابات البلدية هو ما وصفته جريدة لوفيغارو “بالتقدم التاريخي” للجبهة الوطنية بزعامة ماري لوبين بتحقيقها نتائج لم تحصل عليها في أي انتخابات بلدية سابقة. واستطاع الحزب الفوز في الجولة الأولى برئاسة بلدية هينين بومون بأكثر من 50%. وتصدر الحزب المركز الأول في مدن فرنسية أخرى وهي بزيير وأفينيون ودين ليبان، وفريجي وبيربنيان وفورباش. واحتل المركز الثاني في الكثير من المدن وأبرزها مدينة مارسيليا.

وفي تصريح للقناة الفرنسية الأولى، قالت ماري لوبين في تعليقها على النتائج “هذه الانتخابات البلدية حملت معها نهاية الثنائية الحزبية التي شهدتها فرنسا، فالجبهة الوطنية تؤكد حضورها قوة مستقلة في المشهد السياسي الفرنسي”.

وحصلت الجبهة الوطنية على قرابة 5% من الأصوات، بينما حقق اليمين المركز الأول ب 46% والحزب الاشتراكي ب 37%. ورغم هذا الفرق الشاسع، فهو يعتبر تقدما تاريخيا لليمين القومي المتطرف، ذلك أن الجبهة قدمت 600 لائحة فقط، وراهنت على مجموعة من المدن المتوسطة وستخوض المنافسة في 229 مدينة وقرية في الدور الثاني. وهذه النسبة لم تحققها من قبل، وتؤكد حظوظها الكبرى سواء في الانتخابات التشريعية أو الرئاسية المقبلة.

وكتبت جريدة لوموند في نسختها الرقمية أن الجبهة الوطنية أصبحت كذلك “جبهة محلية” بعد هذا التقدم القوي في الانتخابات البلدية، وتؤكد أنها القوة السياسية الثالثة في البلاد.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password