الاحتجاجات في البرازيل تأخذ بعدا أكبر وتهدد الرئيسة ديلما روسيف

مئات الآلاف في مدينة ريو دي جانيرو

 

ستمر الاحتجاجات في البرازيل وتكبر مع مرور الوقت وسقط أول قتيل وأصيب المئات بجروح في احتجاجات ليلة أمس الأضخم من نوعها منذ بدء التظاهرات، مما يضع رئاسة البلاد ديلما روسيف في موقف حرج بعدما عجزت عن احتواء غضب المواطنين. وكرة القدم التي تكاد ترقى الى ديانة في هذا البلد، أصبحت هدفا للانتقادات بسبب الاستثمارات الضخمة في تنظيم كأس العالم.

وانطلقت التظاهرات في البرازيل منذ أسبوع للاحتجاج على ارتفاع أسعار النقل العمومي في كبريات المدن مثل ريو دي جانيرو وساول باولو، وتحولت لاحقا الى احتجاجات سياسية واجتماعية ضد حكومة الرئيس ديلما روسيف، متهمين السلطات باستثمار ميزانية ضخمة في الملاعب لاحتضان كأس العالم السنة المقبلة على حساب المدارس والمستشفيات والخدمات الاجتماعية.

وتبرز وسائل الاعلام البرازيلية أنه خرج أكثر من مليون شخص ليلة أمس في 80 مدينة برازيلية وخاصة كبريات المدن مثل برازيليا وساو باول وريو دي جانيرو وريسيفي، حيث لم يقنعهم قرار السلطات التراجع عن رفع أسعار النقل العمومي وتفهم الرئيسة لمطالب المحتجين بل وتنديد الحزب الحاكم “حزب العمال” بعنف الشرطة. وخلفت المواجهات قتيل ومئات الجرحى.

ويصمم المتظاهرون على الاستمرار في الاحتجاجات، وأعلنت أحزاب يسارية ونقابات انضمامها الى التظاهرات، بنما أعلنت الرئيس ديلما روسيف عن عقد اجتماع طارئ اليوم، وألغت زيارة هامة الى اليابان كانت تعتزم القيام بها الاثنين المقبل.

ويبقى المثير في الأمر هو أن كرة القدم التي تكاد تكون ديانة في بلد مهووس بها مثل البرازيل، صبّ المحتجون غضبهم على الاستثمارات في بناء الملاعب لاحتضان مونديال 2014، ويندد المتظاهرون بأن هذه الاستثمارات جرت على حساب المستشفيات والمدارس والخدمات الاجتماعية.

وظهر اللاعب الأسطوري بيليه في شبكات التلفزيون البرازيلية منذ يومين محاولا إقناع المتظاهرين بأهمية مونديال 2014 وناشدهم وضع حد للتظاهرات، إلا أنه يتعرض لحملة من الانتقادات.

وكانت تظاهرات غشت 1992 قد أدلت الى سقوط الرئيس فيرناندو كولور دي ميلو، ولا يستبعد المحللون البرازيليون أن تتطور الأوضاع في البرازيل وتدفع الرئيسة الى الاستقالة وإجراء انتخابات رئاسية سابقة لأوانها. وكات شعبية ديلما روسيف قد تراجعت قبل التظاهرات بمثابنة نقاط من 65% الى 57%، وبعد هذه الاحتجاجات قد تكون فقدت مزيدا من الشعبية.

Sign In

Reset Your Password