الاتحاد الأوروبي يتبنى الانتظارية علانية في الملف الليبي ويدعم سرا الجنرال حفتر لمواجهة الحركات المتطرفة

الجنرال خليفة حفتر الذي أعلن الحرب على الحركات المتطرفة

يتابع الاتحاد الأوروبي وخاصة دوله المطلة على البحر المتوسط باهتمام كبير تطورات الوضع في ليبيا، حيث لم تبادر الى التنديد بما أقدم عليه الجنرال خليفة حفتر من تجاوز المؤسسات ومنها البرلمان، ويسود اعتقاد بدعم أوروبي للجنرال الحاجة الى الاستقرار لمواجهة الإرهاب والهجرة السرية.

وقام الجنرال خليفة حفتر بانقلاب تقني من خلال إنزال قوات عسكرية والمطالبة بوقف العمل بالبرلمان وإعلان حرب حقيقية ضد الحركات المتطرفة وصلت بأتباعه الى إعلان الإعدام في حق المقاتلين الأجانب الذين سيتم اعتقالهم.

ورغم أن ما أقدم عليه يعتبر تجاوزا لمؤسسات سياسية منتخبة ديمقراطيا، وإن كانت الانتخابات قد جرت في ظروف غير مناسبة، إلا أن الجنرال لم يتعرض للتنديد والشجب من طرف القوى الكبرى وخاصة الغرب، هذا الأخير يحافظ على نوع من المسافة.

ويهتم الاتحاد الأوروبي بشكل كبير بما يجري في ليبيا بسبب الأمن القومي له كاتحاد وأساسا بعض الدول الأوروبية المتوسطية مثل إيطاليا وفرنسا واسبانيا. وأعلن الاتحاد الأوروبي إرسال دبلوماسي وهو بيرناردينو ليون مكلف بالربيع العربي في فريق المفوضة الأوروبية المكلفة بالعلاقات الخارجية كاترين أشتون. وسيحاول بيرناردينو ليون الخبير في العالم العربي التوصل الى مساعدة السلطات الجديدة. وكانت كاثرين أشتون قد أعلنت مسبقا إرسال بعثة أخرى للمساعدة في مراقبة الحدود الليبية.

وتبقى إيطاليا هي الدولة الأكثر تأثرا بما يجري في ليبيا على مستوى الهجرة حيث تصل قوارب المهاجرين يوميا الى شواطئها جنوب البلاد وكذلك تخوفها من تفاقم الإرهاب وغياب الاستقرار مما سيؤثر على استثماراتها في البترول. وقال رئيس الحكومة الإيطالية ماتيو رينسي أمس في برنامج تلفزيوني “هناك تخوف حقيقي من سقوط ليبيا في تنظيم القاعدة، وسنطرح هذا الموضوع في اجتماع رؤساء الدول والحكومات الأوروبية الثلاثاء المقبل في بروكسيل”. وكان رينسي قد صرح الاثنين الماضي أن “ليبيا يجب أن تتحول الى موضوع أوروبي ودولي تهتم به الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لتفادي الأسوا”.

ومن جه أخرى، فرنسا وهي الدولة التي ساهمت في إسقاط نظام معمر القذافي، تبارك بشكل غير مباشر  عملية الجنرال خليفة حفتر ، ونشرت إذاعة فرنسا الدولية تقريرا يؤكد الانتظارية التي تتبنهاها الدول الكبرى تجاه ليبيا دون التنديد بما أقدم عليه الجنرال.

ويفسر الكثير من المراقبين الانتظارية وعدم الإسراع بالتنديد بأ،ه مباركة للجنرال الجديد الذي حمل لواء مكافحة الحركات المتطرفة، ويكفي رفع هذا الشعار الذي يعتبر نقطة محورية في أجندة الغرب لربح تعاطفه.

في غضون ذلك، تشير كل المؤشرات الى رهان الاتحاد الأوروبي على الجنرال حفتر لأسباب أمنية بامتياز تتجلى في احتمال نجاحه في تقليص وجود تنظيم القاعدة والحركات المتطرفة في ليبيا ثم حراسة الحدود لمنع تسلل المهاجرين نحو شواطئ إيطاليا، وهو ما يقلق الأوروبيين كثيرا.

 

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password