الإكوادور تسحب ورقة “ابتزاز” أمريكية في قضية سنودن

للموظف السابق لدى وكالة الأمن القومي الأمريكية ادوارد سنودن

تتزايد العوائق امام واشنطن لوقف  موظف الاستخبارات السابق لديها إدوارد سنودن الذي تتهمه بالخيانة بعد كشفه لبرنامج تتجسس من خلاله الولايات المتحدة على  العالم، فبعد ان رفض  الرئيس الروسي  التجاوب مع طلب  اوباما بتسليم سنودن بدعوى انه في منطقة عبور باحد المطارات الروسية وليس ثمة مايستوجب اعتقاله وتسليمه، يأتي دور الإكوادور لتقرر سحب ورقة ابتزاز امريكية سارعت واشنطن إلى التلويح بها للضغط على كيتو (عاصمة الاكوادور) من اجل عدم منح ا للجوء إلى موظفها في الاستخبارات الذي تلاحقه.

في  هذا السياق أعلنت الإكوادور تخليها عن اتفاق جمركي تفضيلي مع الولايات المتحدة وذلك ردا على تهديدات أمريكية بعدم تجديد الاتفاق إن هي منحت اللجوء للموظف السابق لدى وكالة الأمن القومي الأمريكية ادوارد سنودن العالق في مطار موسكو.

جاء اليوم الخميس (27 يونيو) في بيان تلاه وزير الاتصالات الإكوادوري فرناندو الفارادو “تتخلى الإكوادور من طرف واحد وبصورة لا رجعة فيها عن أفضليتها الجمركية”. وأضاف البيان أن “الإكوادور لا تقبل الضغوط ولا التهديد من احد ولن تساوم على مبادئها ولن تخضعها للمصالح التجارية، ايا كان حجمها”.

ووقعت الولايات المتحدة اتفاقا جمركيا مماثلا مع عدد من دول الانديز في أميركا الجنوبية تحصل بموجبه على تعرفة تفضيلية مقابل التزامها بمكافحة تهريب المخدرات. وأفادت سلطات كيتو أن “هذه التعرفة منحت في الأصل كتعويض إلى دول الانديز عن مكافحة تهريب المخدرات، ولكنها سرعان ما أصبحت أداة جديدة للابتزاز”.

وتدرس الإكوادور طلب اللجوء السياسي لادوارد سنودن، الذي كشف برامج التجسس الأميركية على الاتصالات الالكترونية وهو موجود حاليا في منطقة الترانزيت في مطار موسكو. ومنحت قنصلية الإكوادور في لندن جواز مرور لسنودن، كما كشفت محطة تلفزيون أمريكية. وقالت الرئاسة الإكوادورية على موقعها على الانترنت إن الولايات المتحدة مارست “ضغوطا صريحة وضمنية” بشأن دراسة طلب سنودن واللجوء الممنوح لجوليان اسانج مؤسس موقع ويكيليكس في سفارة الإكوادور في لندن منذ سنة. وقالت الحكومة في بيانها “كنا نود لو أن الطابع الملح الذي تم إضفاؤه على طلب تسليم سنودن ما أن تطأ قدماه ارض الإكوادور يسري على الهاربين من العدالة الإكوادورية واللاجئين إلى الولايات المتحدة”.

وكان مشرعون أمريكيون قد حذروا الأربعاء من أنهم سيمنعون تجديد الامتيازات التعريفية للإكوادور إذا منحت اللجوء السياسي لمسرب المعلومات الأمريكي إدوارد سنودن، فيما قالت الإكوادور إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تفسر كتابة لماذا لا ينبغي منح اللجوء لسنودن.

سنودن “عالق” في موسكو

وأفادت قناة اونيفيزيون الأمريكية الناطقة باللغة الاسبانية اليوم الخميس أن قنصلية الإكوادور في لندن منحت ادوارد سنودن المطلوب من واشنطن، والعالق في منطقة الترانزيت بمطار موسكو “جواز مرور”، لكن حكومة الإكوادور نفت ذلك رسميا. وقالت وزيرة العلاقات مع البرلمان بيتي تولا للصحافيين “نؤكد أن حكومة الإكوادور لم تأذن بإصدار أي تصريح مرور آمن أو وثيقة لاجئ دائم إلى السيد سنودن لنقله إلى بلادنا”.

وبدأ ادوارد سنودن الخميس يومه الخامس في مطار تشيريميتييفو بموسكو بعد أن غادر هونغ كونغ الأحد في حين ألغت واشنطن جواز سفره وطالبت بتسليمها الموظف السابق في مجال المعلوماتية لدى وكالة الأمن القومي الأمريكية. واتهمته بالتجسس لأنه كان مصدر تسريب معلومات خطيرة عن برامج أمريكية للتجسس على الاتصالات.

ونقلت وزارة الخارجية الروسية عن الوزير سيرغي لافروف قوله إن سنودن “لم ينتهك القانون الروسي، ولم يعبر الحدود، وهو في قاعة الترانزيت في المطار ويمكنه أن يسافر إلى أي مكان يريده”. ولكن الولايات المتحدة سحبت جواز سفره، وتمارس الضغط على موسكو لتسليمها إياه. وقال موقع ويكيليكس الذي يساعده إنه يمكن أن يعلق في روسيا “بشكل دائم”. ويمكن أن يؤدي الخلاف إلى تصاعد التوتر بين واشنطن من جهة وموسكو وبكين من جهة أخرى في الوقت الذي تسعى فيه تلك الأطراف إلى التغلب على خلافاتها.

ويوفر رئيس الإكوادور اليساري رافائيل كوريا المأوى لمؤسس ويكيليكس جوليان اسانج في سفارة بلاده في لندن والتي لجأ إليها خشية تسليمه إلى السويد التي تنتظره فيها محاكمة بدعاوى الاعتداء الجنسي

Sign In

Reset Your Password