تلتزم الدولة المغربية الصمت بشأن مشاركة الجيش المغربي في الحرب الدائرة في اليمن منذ مارس الماضي والتي تحمل اسم “عاصفة الحزم”، حيث يعتقد خوض الجنود المغاربة هذه الحرب تحت راية الإمارات العربية المتحدة بسبب وجود اتفاقيات بين البلدين. ودخلت هذه الحرب خلال الأسابيع الأخيرة مرحلة حرجة بسبب المواجهات البرية العنيفة وسقوط قتلى في صفوف الطرفين وكذلك في صفوف المدنيين.
ومقابل الصمت الرسمي المغربي على مستوى الحكومة والمؤسسة الملكية، خاصة هذه الأخيرة بحكم توليها الملف العسكري، نشرت الصحافة العربية والدولية خبر مشاركة عدد من الدول ومنها مصر والسودان والمغرب، ولم يصدر أي تكذيب من الرباط حول مشاركة القوات البرية.
وبعد مشاركة طائرات مقاتلة مغربية في الحرب الجوية ضد الجيش اليمني والقوات الحوثية، تنخرط قوات برية مغربية في الحرب ضد الحوثيين. ويجهل نوعية الجنود التي أرسلها المغرب الى الخليج، ولكن يعتقد أنها قوات تدخل أقرب الى الكوماندو بحكم أن الخصم أو العدو في هذه الحالة هي القوات الحوثية أساسا التي تتحرك في الميدان على شاكلة حرب عصابات، أي كوماندوهات.
وتأتي مشاركة المغرب في الحرب في اليمن في إطار الاتفاقيات الموقعة بينه وبين الإمارات العربية المتحدة والتي جرى تفعليها في منتصف شهر مارس الماضي وتشمل خمس سنوات من التنسيق والتعاون. وبالتالي، من المرتقب جدا أن تكون قوات الجيش المغربي متمركزة جنوب اليمن رفقة القوات الإماراتية.
وتعتبر الحرب في اليمن هي المشاركة الثانية للجيش المغرب في حرب خارج الحدود خلال السنة الجارية، وكانت الأولى هي المساهمة في قصف متطرفي داعش، وهي مشاركة ضمن عشرات الدول الأخرى العربية والغربية منها، وتحظى بدعم المنتظم الدولي، بينما التدخل في اليمن يثير اعتراضات المنظمات الدولية والكثير من الدول. وفي غياب أي توضيح رسمي، فالمشاركة المغربية تجري تحت راية الإمارات العربية وتماشيا مع الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، علما أن الاتفاقية هي دفاعية والإمارات لم تتعرض لأي اعتداء يمني في الحرب الحالية. ويفسر مقربون من الدولة المغربية المشاركة المغربية في عاصفة الحزم بالمصالح المشتركة للمغرب مع دول الخليج الملكية.
ويعتبر المراقبون هذه الحرب هي حرب أنظمة ملكية عربية ضد اليمن باستثناء سلطنة عمان، وكذلك لمواجهة التوسع الشيعي في الخليج العربي، بينما تستعمل الدول الملكية وعلى رأسها السعودية مبرر الدفاع عن الشرعية الديمقراطية في اليمن، في وقت لا تمت هذه الدول للديمقراطية بصلة.
وتشهد الحرب الدائرة منذ مارس الماضي مواجهات عنيفة، بين تفوق جوي للدول الملكية وقصف مدفعي وصاروخي يمني على الأراضي السعودية وفي المناطق اليمنية تحت سيطرة قوات التحالف الملكي والرئيس هادي منصور عبد ربه.