اسبانيا تعيش زلزالا سياسيا قد يؤدي الى استقالة رئيس الحكومة راخوي ويغطي على زيارة الملك خوان كارلوس الى المغرب

ماريانو راخوي في مقعد رئيس الحكومة في البرلمان، هل سيصمد أمام الأزمة الحالية أم سيقدم استقالته

تتزامن زيارة ملك اسبانيا خوان كارلوس الى المغرب اليوم الاثنين مع أسوأ وأخطر أزمة سياسية يعيشها هذا البلد الأوروبي بعد نشر جريدة الموندو دردشة بين رئيس الحكومة ماريانو راخوي مع المسؤول المالي السابق عن الحزب الشعبي الحاكم لويس بارسيناس المعتقل على ذمة التحقيق بتهمة التمويل السري وغير القانوني لهذا الحزب، حيث كان يجري تمويل الانتخابات وتأدية مرتبات سرية لزعماء الحزب ومنهم رئيس الحكومة ماريانو راخوي.

وطيلة أسابيع وجريدة الموندو تنشر بين الحين والآخر وثائق حول التمويل السري للحزب الشعبي عبر حصوله على أموال جراء ترخيص البلديات وحكومات الحكم الذاتي بل وكذلك الحكومة المركزي لصفقات لشركات ورجال أعمال. وكان رئيس الحكومة ماريانو راخوي ينفي نفيا قاطعا علمه بما كان يقوم به أمين المال السابق، لويس بارسيناس المعتقل حاليا.

ويشهد الملف منعطفا خطيرا بعدما نشرت جريدة الموندو أمس  الأحد دردشة عبر “إسي مس”الهاتف النقال بين رئيس الحكومة راخوي ولويس بارسيناس تعود فقط الى شهر مارس الماضي اي قبل اعتقال أمين المال. ويطلب راخوي من أمين المال الصبر وسيتدبر الأمر. واعترفت الحكومة في بيان لها اليوم بصحة هذه الدردشة.

ويشكل نشر جريدة الموندو هذه الدردشة زلزالا سياسيا، فقد أعلنت الأحزاب السياسية مقاطعة الحكومة، وعقد الحزب الاشتراكي المتزعم للمعارضة اجتماعا طارئا لقيادته اليوم مطالبا راخوي بالإستقالة الفورية من منصب رئيس الحكومة لأنه أصبح شريكا في الإجرام.

ويهيمن الخبر في المواقع الرقمية للجرائد الإسبانية التي تخصص للحدث عناوين كبيرة وتحاليل مقالات الرأي، تبرز أن أزمة تمويل الحزب الشعبي بطريقة غير قانونية قد تؤدي الى استقالة راخوي وربما انتخابات سابقة لأوانها.     sms-Rajoy-Barcena

وإذا تبث فرضية حصول الحزب الشعبي على تمويل سري، وكل المؤشرات تؤكد ذلك بعد اعتقال أمين المال السابق، فقانونيا هذا يجب أن يؤدي الى بطلان الانتخابات التشريعية التي أوصلت راخوي الى السلطة.

ويكتب الصحفي خوسي أونيتو في اليومية الرقمية لاربوبليكا أن الهلع يسيطر على حكومة راخوي لأن قاضي التحقيق سيستمع اليوم الى بارسيناس الذي قد يتهم رئيس الحكومة بتلقي مرتب سري من عمولات الصفقات.

وعمليا، تعتبر زيارة الملك خوان كارلوس الى المغرب الأولى له الى الخارج بعد استعادة وضعه الصحي بعدما كان قد خضع لعملية جراحية في بداية مارس الماضي، كما استعاد جزء من احترام الفاعلين السياسيين والرأي العام بعدما تورط في فضائح غرامية ومالية. لكن الأزمة السياسية الخطيرة التي تمر منها البلاد ستجعلا لزيارة حدثا ثانويا في اسبانيا لا يحظى بالاهتمام الاعلامي والسياسي.

Sign In

Reset Your Password