تنهج اسبانيا سياسة جديدة اتجاه المغرب العربي-الأمازيغي تهدف من وراءها الى التحول الى الشريك التجاري الأول خاصة للمغرب والجزائر، وهو ما تحققه في الوقت الراهن منافسة فرنسا حيث استطاعات إزاحتها خلال السنة الماضية والحالية. ويبقى العائق هو ضعف الاستثمارات الإسبانية في المنطقة مقارنة مع الفرنسية.
بعد المغرب، اسبانيا الشريك التجاري الأول للجزائر
وبعد إزاحتها لفرنسا سنة 2012 كشريك تجاري أول للمغرب، تحولت اسبانيا خلال النصف الأول من سنة 2013 الى الشريك التجاري الأول للجزائر وإن كان ميزاني التبادل التجاري لصالح الجزائر.
في هذا الصدد، جاء في تقرير لوكالة الأنباء الإسبانية السبت الماضي أن واردات اسبانيا من الجزائر ما بين يناير ويونيو من السنة الجارية قد وصل الى خمسة ملايير و390 مليون دولار. متجاوزة بذلك دول كلاسيكية في التبادل التجاري مع الجزائر وهي إيطاليا التي سجلت في المدة نفسها خمسة ملايير و130 مليون دولار ثم بريطانيا في المركز الرابع بأربعة ملايير و510 مليون دولار بينما احتلت فرنسا المركز الرابع بثلاثة ملايير و660 مليون دولار.
وعلاقة بالصادرات، فقد قفزت اسبانيا الى المركز الثالث بمليارين و720 مليون دولار بعد كل من فرنسا في المركز الأول ب ثلاثة ملايير و330 مليون دولار وتليها الصين في المركز الثاني ثلاثة ملايير و310 مليون دولار.
وخلال النصف الأول من السنة الجارية، يكون التبادل التجاري بين الجزائر واسبانيا قد حقق ثمانية ملايير دولار و110 مليون دولار بينما دولة فرنسا الشريك التجاري والاقتصادي التاريخي للجزائر يبقى في حدود ستة ملايير و900 مليون دولار. ويحدث هذا لأول مرة، وقد تنتهي السنة بأرقام مماثلة ـي تفوق التبادل التجاري الإسباني-الجزائر على الجزائري الفرنسي.
استراتيجية اسبانيا في المغرب العربي
وهذه المعطيات تبرز كيف أن اسبانيا تنهج استراتيجية ذكية لتصبح الشريك التجاري الأول مع المغرب والجزائر. ولتحقيق هذه القفزة النوعية في المبادلات التجارية، تنهج اسبانيا خطة من نقطتين، الأولى وتتمثل في مساعدة حكومة مدريد للشركات الإسبانية بتعزيز موقعها في المغرب العربي، حيث كثفت من الدبلوماسيين المختصين في الاقتصاد والتبادل التجاري في سفاراتها وقنصلياتها في البلدين.
وتتجلى النقطة الثانية في البحث عن موقف ثانوي وغير رئيسي في نزاع الصحراء المغربية رغم أن اسبانيا قوة استعمارية سابقة وتعتبر من الدول الخمس المكونة لما يعرف ب “مجموعة أصدقاء الصحراء والتي هي فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة روسيا ثم اسبانيا. وعمليا، تجنبت مدريد اتخاذ مواقف تغضب الجارين الجنوبيين المغرب والجزائر في نزاع الصحراء في محاولة لإيجاد توازن سياسي ودبلوماسي.
وهذا التقدم التجاري الإسباني في المغرب والجزائر وعموم المغرب العربي يقلق كثيرا فرنسا التي تعتبر أن المغرب العربي هو منطقة نفوذها بامتياز. إذ ترى بعين القلق التسرب الإسباني، حسبما جاء في تحاليل سياسية في منابر إعلامية فرنسية واسبانية.
واقتصاديا، تبقى نقطة ضعف اسبانيا في المغرب العربي هو عدم وجود استثمارات اسبانية ضخمة في هذه المنطقة مقارنة مع الاستثمارات الفرنسية التي تشكل قرابة نصف الاستثمارات الأجنبية في مجموع المغرب العربي.