اسبانيا أمام زلزال سياسي: نهاية الثنائية الحزبية وتراجع ملفت للحزب الشعبي وتقدم بوديموس

آدا كولو التي فازت بانتخابات بلدية برشلونة، وهي أكبر مفاجأة سياسية يوم 24 مايو 2015

خلفت الانتخابات البلدية في اسبانيا علاوة على الحكم الذاتي في بعض الأقاليم تغييرا هاما في الخريطة السياسية لهذا البلد من عناوينه البارزة انهيار الحزب الشعبي الذي رغم فوزه العام فقد خسر الهيمنة وتراجع تراجعا تاريخيا، وقوة الأحزاب الجديدة وأساسا بوديموس وسيودادانوس وعودة اليسار عموما بقوة.

وجرت الانتخابات يومه الأحد 24 مايو الجاري، وخلفت نتائج نسبيا منتظرة ومنها التصويت العقابي الذي تعرض له الحزب ونهاية الثنائية الحزبية بين الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي.

وعلاقة بالنقطة الأخيرة، فقد تراجع الحزبان، الشعبي والاشتراكي 13 نقطة في المجموع عن انتخابات 2011، وذلك بفضل ظهور أحزاب جديدة وهي حزب بوديموس وحزب سيودادانوس.

وفاز الحزب الشعبي في مجموع اسبانيا، لكنه فقد مليونين ونصف مليون صوت عن الانتخابات التي جرت سنة 2011، وفقد معها عمادة كل المدن الكبرى التي كان يسيرها باستثناء بلدية مالقا التي فاز فيها بالأغلبية المطلقة. وفقد الحزب الشعبي مدينة فالنسيا التي يحكم فيها منذ 24 سنة، وسيفقد بلدية مدريد بفضل ائتلاف اليسار.

في الوقت ذاته، سيفقد الحزب معظم حكومات الحكم الذاتي وعلى رأسها حكومة الحكم الذاتي في إقليم فالنسيا، حيث سيحتفظ فقد بأربعة ومنها سبتة ومليلية المحتلتين وربما إقليم مدريد.

ومن العناوين البارزة لهذه الانتخابات، القوة التي أبان عنها حزب بوديموس رغم أنه لم يتقدم باسمه المباشر بل فقط دعم ائتلافات سياسية مدنية ويسارية، حيث فاز بمدينة برشلونة بسياسية شابة وهي آدا كولو التي بدأت مسارها بتأسيس جمعية للدفاع عن المواطنين الذين فقدوا منازلهم بسبب الأزمة المالية. وسيرأس الحزب نفسه بلدية مدريد في حالة حصوله على تأييد الحزب الاشتراكي. وفوز بوديموس بأكبر بلديتين في اسبانيا هو عنوان التغيير الحقيقي في اسبانيا.

وعكست الصحافة بما فيها اليمينية المتعاطفة مع الحزب الشعبي التغيير الكبير. وكتبت جريدة آ بي سي “الحزب الشعبي يفوز في عدد الأصوات ولكنه يخسر السلطة”، وكتبت جريدة لفنغورديا “تغيير جذري: الحزب الشعبي يفقد السلطة وبوديموس يتقدم”. واختارت الباييس عنوانا لافتا “انهيار الحزب الشعبي يسبب في ميل نحو اليسار”، وكتبت جريدة الموندو “تغيير سياسي على حساب الحزب الشعبي”.

وتجري هذه الانتخابات على بعد ستة أشهر من الانتخابات التشريعية المقبلة، حيث سيشارك حزب بوديموس باسمه وعلامته السياسية مباشرة، الأمر الذي سيجعل اسبانيا مرحشة لتغيير أكبر من الذي حدث ليلة الأحد 24 مايو الجاري.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password