أحلام السعودية بالمشاركة في تمويل برنامج مقاتلة الجيل السادس بقيادة بريطانيا تصطدم بالفيتو الياباني

نموذج لمقاتلة الجيل السادس

تتحفظ اليابان على مشاركة العربية السعودية في تمويل ميزانية تصنيع الطائرة المقاتلة من الجيل السادس GCAP الذي تتزعمه بريطانيا، وهو ما يجعل الرياض تجد صعوبات كبيرة في الحصول على مقاتلات متطورة مستقبلا، مما قد يدفعها إلى الرهان على مقاتلات قد تكون روسية أو ربما صينية.

في هذا الصدد، تعمل عدد من الدول الأوروبية على تطوير مقاتلات من الجيل السادس، وهذه المشاريع تتطلب استثمارات باهظة، ولهذا تعمل الدول على إغراء أطراف ثالثة للمشاركة في التمويل كشركاء يحق لهم الحصول على المقاتلة مستقبلا في شروط مناسبة جدا. وتشهد أوروبا مشروعين للجيل السادس للمقاتلات، الأول وهو  برنامج SCAF الذي تقوده فرنسا بدعم من دول مثل ألمانيا وإسبانيا، وتنخرط فرنسا في هذا المشروع رغم أنها تراهن على مشاريع فردية مثل تطوير رافال وجعلها في مستوى إف 35 الأمريكية. ثم برنامج GCAP البريطاني الذي يحظى بدعم من اليابان وإيطاليا، حيث تريد لندن ريادة صناعة المقاتلات لتستعيد مكانتها في خريطة التصنيع الحربي التي تمتعت بها في الماضي عندما صنعت بدعم ألمانيا وإيطاليا مقاتلة تورنادو في السبعينات، وكانت تضاهي الميغ الروسية  وإف 16 الأمريكية والميراج الفرنسية.

وتتزعم بريطانيا مشروع  إنتاج مقاتلة متطورة من الجيل السادس ضمن برنامج GCAP الذي جرى الاتفاق عليه خلال ديسمبر الماضي بين الدول الثلاث، حيث ترغب في تعويض مقاتلات يوروفايتر وكذلك إيطاليا استبدال الطائرة نفسها بينما اليابان ترغب في استبدال مقاتلاتها ميتسوبيشي ف 2، وهي نسخة معدلة من إف 16 الأمريكية.

وتقدمت العربية السعودية بطلب للمشاركة في تمويل هذه الطائرة من أجل الحصول على مقاتلات مستقبلا، غير أن اليابان، وفق الموقع العسكري الفرنسي “ديفانس ميتا” حسب ما يؤكد في تقرير له منذ أيام، تحفظت بشكل كبير على مشاركة السعودية. واستعرض الموقع بعض أسباب المعارضة ومنها: تخوف اليابان أن يترتب عن مشاركة العربية السعودية تأخر في تسليم المقاتلات الأولى، إذ بدل سنة 2035 سيتأخر الى 2038. وأبرز الموقع العسكري 360 أوبكس وجود تحفظ آخر من طرف طوكيو وهو عدم رغبتها في إشراك دولة غير غربية في أسرار صناعة مقاتلة متطورة. ولا تتحفظ اليابان على دعوة لندن لدول مثل السويد وبلجيكا للمشاركة في هذا المشروع.

ومقابل التحفظ الياباني، ترحب بريطانيا، وفق فاينانشال تايمز مؤخرا،  بمشاركة العربية السعودية في المشروع، وتعتبر الرياض شريكا موثوقا به بسبب الصفقات التي عقدها البلدان في الماضي. وتعتقد لندن أن مشاركة السعودية بعشرات الملايير من الدولارات كاف لضمان تمويل متين من أجل صناعة مقاتلة تتنافس وباقي المشاريع الأمريكية والروسية والفرنسية. وبالتالي، فهي تعمل على إقناع كل من اليابان بل وحتى إيطاليا بإشراك الرياض.

وتهدف العربية السعودية من وراء المشاركة في برنامج المقاتلة GCAP إلى تحقيق الأهداف التالية:

أولا، ترغب في التحول من مستهلكة للأسلحة إلى مساهمة في الإنتاج، لا سيما وأن القيادة الحالية في الرياض تريد تغيير الكثير من المفاهيم في الاقتصاد والدفاع في البلاد ومنها التصنيع الحربي. وعمليا، لا تستطيع الرياض مجاراة جارتيها  في الشرق الأوسط إيران وتركيا في التصنيع الحربي، ولهذا تراهن على المشاركة في برامج دولية للتصنيع.

ثانيا، تجد العربية السعودية صعوبات كبيرة للحصول على مقاتلات جديدة. ولا ترغب واشنطن في بيعها مقاتلات إف 35، كما أن ألمانيا تفرض الفيتو على تسليم باقي مقاتلات يوروفايتر بسبب حرب اليمن. ولهذا ترغب في المشاركة في تصنيع مقاتلة الجيل السادس حتى لا تواجه صعوبات مستقبلا وتكون لها حرية في الحصول على العدد الذي تريده من هذه المقاتلة وبدون شروط كتلك التي تفرضها عليها واشنطن.

Sign In

Reset Your Password